سَخّرَ الله للأمِينِ مطايا - أبو نواس
سَخّرَ الله للأمِينِ مطايا
لم تسخّر لصاحب المحرابِ
فإذا ما رِكابُهُ سِرْنَ بَرّاً،
سار في الماءِ راكباً ليثَ غابِ
أسدا باسطاً ذارعيه يغدو
أهْرتَ الشِّدقِ ، كالحَ الأنيابِ
لا يُعانِيهِ باللّجامِ، ولا السّوْ
طِ ، ولا غمز رجلهِ في الرّكابِ
عجِبَ النّاسُ إذا رأوه على سو
رة ِ ليثٍ يمرُّ مرّ السّحابِ
سبّحوا إذا رأوكَ سرْتَ عليهِ ،
كيفَ لوْ أبصرُوك فوْق العُقابِ
ذاتُ زَوْرٍ، ومِنْسَرٍ وجَناحيْـ
ـن، تشُقّ العبابَ بعد العُبابِ
تسبقُ الطّيرَ في السماءِ ، إذا ما اسـ
ـتَعْجلوها بجِيئَة ٍ وذهابِ
باركَ الله للأمينِ ، وأبقــ
ه، وأبْقَى لهُ رداءَ الشّبابِ
ملكٌ تقْصُرُ المدائح عنه،
هاشميٌّ ، موَفّقٌ للصّوابِ