أمالكُ باكرِ الصّهبَـاءَ مـالِ ، - أبو نواس

أمالكُ باكرِ الصّهبَـاءَ مـالِ ،
وإنْ غالَـوْا بها ثمَـنـاً فَـغَــالِ

وأشْمَطَ، ربِّ حانوتٍ، ترَاهُ
لنفْخ الزّقّ مسْوَدّ السِّبالِ

دَعَـوْتُ ، وقد تخَـوّنَهُ نُعـاسٌ ،
فوسّدَهُ براحَتِهِ الشّمالِ

فـقامَ لـدَعْـوَتي فَـزِعـاً مَـرُوعـاً ،
وأسْـرَعَ نحوَ إشْعـالِ الذُّبـالِ

وأفْرَخَ رُوعُهُ، وأفادَ بِشْراً،
وهَرْهَـرَ ضاحكـاً جذْلانَ بالِ

فلمّـا بيّـنَتْـنـي النّـارُ حيـّـا
تحِيّة َ وامِقٍ، لَطِفِ السؤالِ

عددْتُ بكفّهِ ألْفاً لشهْرٍ،
بـلا شـرطِ المُقيـلِ ، ولا المُـقـالِ

فظلْتُ لـدى دساكِرِهِ عَروسـاً ،
بعذْرَاوَيْنِ من خمْرٍ وآلِ

كذلكَ لا أزالُ، ولم أزلْهُ
ذريعَ الباع في ديني ومالي

يلائمُني الحرامُ، إذا اجتمعْنا،
وأجفُـو عن مُـلاءمَـة ِ الحـلالِ