لا تصْحبَنّ أخَا نُسْكٍ، وإن نسَكا؛ - أبو نواس

لا تصْحبَنّ أخَا نُسْكٍ، وإن نسَكا؛
وإن فتكْتَ ، فكن حـرْبـاً لمن فَتَكـا

ونـاعمٍ قـامَ يسْقِيني ، فـقلتُ لـه :
نفسي الفِداءُ، لمن هذا؟ فقال: لَكَا

قلتُ : بالشكرِ من عينيْكِ آخذُهُ ؛
فصَدّ من خجلٍ مني، وما ضحكا

ما قـلتِ ما قلتُـهُ إلاّ لأخجِلَـهُ ،
ولو أعـدْتُ عليـهِ مثلَـهُ لبـكَــى

وبنتِ كَرْمٍ سفَكْنَـاها بدرهمِنا ،
من بطن أسحمَ، مسْوَدٍّ، وما سُفكا

كأنَّ أكْرُعَهُ أيْدٍ مُقَطَّعة ٌ،
لا يرتجي قَـوَداً منها ، ولا درَكـَــا

حتى إذا مُزِجَتْ بالماءِ واختلطَتْ ،
حاكَ المِزاجُ لها من لؤلؤٍ فلكَا