صِفَـة ُ الطّـلولِ بلاغَـة ُ القِـدْمِ ، - أبو نواس
صِفَـة ُ الطّـلولِ بلاغَـة ُ القِـدْمِ ،
فاجْعَلْ صفاتِكَ لابنَـة ِ الكَرْمِ
لا تُخْدَعَنّ عنِ التي جُعِلَتْ
سُقْمَ الصَحيحِ، وصِحّة َ السُّقْمِ
وصَديقَة ِ الرّوحِ التي حُجِبَتْ
عن ناظِرَيكَ ، وقَـيِّـم الجسمِ
لا كَرْمُها ممّا يُذَالُ ، ولا
فُتِلَتْ مَرائِرُها على عَجْمِ
صَهباءَ فَضّلَها الْمُلوكُ على
نُـظَـرائها بفضـيلَـة ِ القـدْمِ
فإذا أطَفْنَ بها صَمَتْنَ لها،
صَمْتَ البَناتِ مَهابَة َ الأمِّ
وإذا هَتَفْنا بها لنازِلَة ٍ ،
قَـدّمْنـا كُنْـيتهـا على الاسـمِ
وإذا أرَدْنا لها مُحاورَة ً
رَوَّحْنَ ما عَـزَّبنَ من حِـلْـمِ
شُجّت؛ فَعالَتْ فَوْقَها حَبَباً،
مُتراصِفـاً كتَراصُـفِ النّظْـمِ
ثمّ انْفَـرَتْ لكَ عن مَـدَبّ دَبّـاً
عَـجْـلانَ ، صَـعّـدا في ذَرا أكْـمِ
فكأنّما يَتْلُو طَرائِدَها،
نجْمٌ تَواتَرَ في قَفى نَجْمِ
وكأنّ عُقْبَى طَعْمِها صَبْرٌ،
وعلى البديهَة ِ ، مُـزَّة ُ الطَّعْـمِ
تَرْمي فَـتَقْصِدُ من له قَصَدَتْ ،
جمَّ المراحِ، دريرَة َ السّهْمِ
فعلام تذهَـلُ عن مُشَعْشَعة ٍ ،
وتَهيمُ في طَلَلٍ، وفي رَسْمِ
تَصِفُ الطّلولَ على السّماعِ بها،
أفذو العِيانِ كأنت في العِلْمِ
وإذا وَصَفْتَ الشّيءَ مُتّبِعاً،
لمْ تخْل من زَلَـلٍ ، ومن وَهْـمِ