من ذا يعيب أئمة الإسلام - ابن مشرف

من ذا يعيب أئمة الإسلام
أهل النهي والفضل والأحلام

أو من يعاديهم سوى ذي ريبة
في الدين ليس بثابت الأقدام

فهم النجوم هدى لأصحاب السرى
وهم لدين الله كالأعلام

أنصار سنة أحمد كم أسسوا
للمسلمين قواعد الأحكام

منهم بنجد عالم ومجدد
للدين ذو علم وذو أقدام

نصر الهدى ونفى الردى ورمى العدى
بثواقب من علمه وسهام

وحمى حمى التوحيد من شبه العدى
وضلالهم أكرم به من حام

وأدلة التوحيد ألف شملها
فأزاح ليل الشك والأهام

ومشاهد اشراك هد بناءها
بدليل وحي قاطع وحسام

من بعد أن عكفت عليها فرقة
نبذوا الهدى وشرائع الإسلام

طافوا بأرجاء القبور وقربوا
نسكا لها كعبادة الأصنام

فأتاهم بالنور من صبح الهدى
فجلى به قطعا من الإظلام

فجزاه رب العرش خير جزائه
وحباه بالإحسان والأنعام

ونحا طريقته الإمام حفيده
أكرم به من عالم وإمام

أعني بذلك شيخنا علم الهدى
زين لأهل العلم والحكام

قد رد من كل العلوم شواردا
ندت وقاد صعابها بزمام

فلقد كفى وشفى بتصنيفاته
وأذل من أضحى ألد خصام

فهموا دعاة الدين بل أنصاره
كم أيقظوا من معشر نوام

قل للسفيه ومن سعى في ثلبهم
أنى تضر شوامخ الأعلام

لو كنت من أهل الوغى أبصرتنا
ولقيت كل سميدع مقدام

لكن أراك من البهائم راتعا
فكرهت نظم الدر للأنعام

فاسمع هداك الله نظما رائقا
ازهاره فتحت من الأكمام

وخريدة زفت إليك بدلها
تشفى الضجيج ببارد بسام

وعلى النبي محمد وصحابه
والآل خير تحية وسلام