بعدل ولاة الأمر ترسو دعائمه - ابن مشرف

بعدل ولاة الأمر ترسو دعائمه
ونأمن في قفر الفلاة سوائمه

وبالحزم والكتمان والجد والحجا
ينال أخو العلياء ما هو رائمه

وحكمك محمود العواقب إن يكن
له صارم ينفي الذي لا يلائمه

وأسوس أهل الملك من ساس من رعى
برفق فإن لم يغن أغناه صارمه

كذاك إمام المسلمين لنفسه
أناة فإن لم ثغن أغنت عزائمه

هو البحر من أصدافه الدر يجتني
وإن طاش بالأمواج لم ينج عائمه

تخلق بالصفح الجميل وبالندى
وبالحلم مذ نيطت عليه تمائمه

مروءاته أفنت خزائن جمعه
فهل أنت في فعل المكارم لاثمه

عطاياه كالوسمى إن شيم برقه
ويممه الرجوان ما خاب شائمه

بمدحته رنت بهجر بلابل
وغنت بنجد ورقه وحمائمه

فشاد بناء المجد بالجود فاعتلى
ومن يبنه بالبخل لاشك هادمه

وإن أنت شبهت الإمام وجوده
بمعن أو الطائي فإنك هاضمه

موائده مثل الربيع لممحل
وتشبع أصناف الطيور ملاحمه

إذا بعث الجيش اللهام إلى العدى
تلته سراحين الفلا وحوائمه

فأطعمها مما تنال رماحه
لحوما وحظ الجيش منها غنائمه

يجاهد بالقرآن من زاغ واعتدى
فإن هم أبوا سلت عليهم صوارمه

فغادر قتلى يعصب الطير حولها
وترتادها عقباته وقشاعمه

ولولاه في هذا الزمان لما بدت
من الدين في جل الديار معالمه

ولا أمنت طرق الحجيج ولا انتهى
عن الظلم للمظلوم بالسيف ظالمه

ولكن أخاف المفسدين فسالموا
وسفك الدما بالحق للدم عاصمه

ومن يجتمع فيه الشجاعة والندى
يقر له بالفضل من لا يسالمه

إلا أنه إنسان عين زمانه
تناوم عنه الدهر أو هب نائمه

مفاخره شمس يراها حسوده
فما باله يبد ما هو كاتمه

فأنشده بيتا قاله بعض من مضى
وما حاد عن بيت القصيدة ناظمه

إذا ظفرت منك العيون بنظرة
أثاب لها معى المطي ورازمه

فلا النظم يحوى مدحه إن مدحته
ولا الطرس يوعى كل ما أنا راقمه

ولكنني أهدى له صالح الدعا
ومدحا كمثل المسك إن فض خاتمه

وأزكى صلاة والسلام بأثرها
على من به للدين قامت دعائمه

نبي الهدى بحر الندى مثخن العدى
ومنهلهم كأسا غداقا علاقمه

كذا الآل والأصحاب مالاح بارق
وما جاد بالودق الكثير غمائمه