قصائد الغُرفة - عبد الله أبو شميس

I. من الخارج قليلاً
حجراتٌ أربعُ
يكشفُها- من باب البيتِ-
زجاجٌ مكسورْ
...
ومَمَرٌّ
تتبعثر فيه بذور العتمة صامتةً
في كفّ النّورْ
...
وعناكبُ
ترسم للأبواب شوارِبَها
وعلى خدّ الجدران بثورْ
...
ليستْ أربعَ حجراتٍ هذي،
لكنْ أربعة قبورْ
II. شبّاكان
شبّاكانْ
الأوّلُ موضوعٌ جهةَ الجيرانْ
لم تفتحْهُ – قطُّ-
يدانْ
...
والثّاني مفتوحٌ
جهةَ الله
بكلّ زمانْ
...
لم يأت من الشّبّاك الأوّل شيءٌ،
ومن الثّاني
جاءتْ رائحةُ دُخانْ!
III. بلاط الغرفة
رقعةُ شطرنجٍ
بيضاءٌ
بيضاءْ
...
يمكنُ أن تربح فيها كلّ الأشياءِ
بلا معنى
وبلا معنى
يمكن أن تخسر كلّ الأشياءْ
IV. شبّاك
شبّاكٌ عاديٌّ،
وله أربعُ جاراتْ
أربعُ ورداتْ
...
في اليوم الأوّلِ
ذبلتْ جارتُهُ الحمراءْ
...
في اليوم الثّاني
ماتتْ جارتُهُ البيضاءْ
...
في اليوم الثّالثِ
سقطت ثالثةٌ بين الأشواكْ
...
في اليوم الرّابعِ
سقط الشّبّاكْ
V. غربة الحاسوب
ماذا يفعل هذا العدّاءُ المسكينْ ؟
VI. حُلُم
" صلاةٌ
وعصفورةٌ ساحرةْ
تقلِّبُ في دفتر الذّاكرةْ "...
...
صحوتُ
على صوْتِها،
فرأيتُ
على ورق الشّعرِ
تزحفُ صرصارة عابرةْ
VII. نوافذ
ثلاثُ نوافذَ ما بيننا
...
وفي الصّيفِ
تُفتَحُ نافذتانِ...
ونافذةُ القلب تلبث مغلقةً بيننا
...
وكلٌّ يمدُّ يديهِ ليفتَحَها
ثمّ يهتفُ:
ليس أنا!
ليس أنا!
VIII. حَدَث
قطعٌ من زجاجٍ
مبعثرةٌ في المكانِ
زنابقُ مجروحةٌ بالزّجاجِ،
ووردٌ على الأرض ينزفُ
والماءُ
بين مسامِ البلاطِ
يفرّ من الصّفعة الضّجريّةْ
...
أنا مَنْ كسرَ المزهريّةْ!
أنا مَنْ كسرَ المزهريّةْ!
IX. الخزانة
واقفةٌ كالفكرةِ
واثقةُ النّظرةِ لولا بابٌ مجروحْ
...
وملابسُ
بلَّلها الدّمعُ
وأخرى بلّلها العطرُ
تلوحْ
...
واقفةٌ... واثقةٌ
وبعينيْها الجارحتيْنِ تحدّقُ بي..
وبكفٍّ مفتوحْ
...
تطلب حصَّتَها من جسدي
كلَّ مساءٍ،
وتبادلني إيّاها بعصافير الرّوحْ
X. الظّلّ
حين انقطع التّيّارُ عن البيتْ
...
اعتضنا عن مصباح النّورِ
بقنديل الزّيتْ
...
فعرفتُ لماذا
تزداد الأشياء وضوحاً
عند الموتْ
____________
(كتبت في 2003م)