الشّاعر - عبد الله أبو شميس

لن نلتـقي في أيِّ مُفتـرَقِ
فدعي انتظاري واتركي طُرُقي

أناْ، يا صـديقةُ،كلّما وصلتْ
قدمي إلى دربٍ لَـوَتْ عُنُقي

أبـني قصـوراً، ثمّ أهدمـها
لأعُـودَ أبنيـها عـلى الوَرَقِ

أدري بأنّ الشّعـر يأخـذني
للمـوتِ في دوّامـة العَـرَقِ

أدري بأنّ البحـرَ يُغـرقُني
وأريدُ أن أحـيا مع الغَـرَقِ!

أرجو العبـورَ إلى شـواطئِهِ
فإذا عبرْتُ أحـنُّ للعُمُـقِ

عُـودِي إلى الشُّطْآنِ آمـنةً؛
فالبـرق مَجنونٌ على الأُفُـقِ

يُرخي الحِـزامَ لمـائِهِ، وأنـا
كالبَـرْقِ راح يُضيئُـني شَبَقي

عُودِي إلى الشّطـآن،وابتعدي
عنّي؛ فمـائي مُوجِعُ الدَّفَـقِ

إنْ أمطـرتْ سُحُبي فقاتـلةٌ،
وإذا مشتْ تركـتْكِ في حُرَقِ

فخذي المظلّةَ في الرّجـوعِ؛ فلا
تدريـن أين يجيـئني نَزَقـي!

هيّـا اتركيني؛ أنتِ مؤمـنةٌ
وأنا على غـيرِ الهـدى خُلُقي

أناْ، يا صـديقةُ، ليس يَلْفِتُـنِي
غـيرُ العيونِ السّودِ والحَـبَقِ

أناْ، يا صـديقةُ، غيـرُ مُنْـتَبِهٍ
إلاّ لدمعِ ( القاف) في وَرَقي!

________

شباط 2003