في الرّيح - عبد الله أبو شميس

أنا من ترابكِ، فاسمعيني
لا تتركيني يا بلادي
في مرايا اللّيل مكسورَ الجبينِ
...
ماذا جنيتُ
لتوصدي أبوابك البيضاء دوني؟
ماذا جنيتُ لتتركيني؟
...
أأظلّ أرجو النّاسَ أن يؤووا دموعِيَ من جفوني؟
ماذا أنا؟
ماذا أنا؟
...
كُوني سلاماً أو ضراماً
إنّما، يا خيمتي الخضراء، كُوني
ماذا أنا إن لم تكوني؟!
...
لا تعشقيني...
لا أريد من الهوى
غير اقتراب الشّكّ من حدّ اليقينِ!
...
فأنا عراقيُّ الهوى:
كلُّ الّذين عشقتُ خانوني لأوّل غيمة عبرتْ
وخلّوني أطارد ظلَّها المكسورَ في رمل الحنينِ...
وأنا شآميّ الهوى
منذ احتراق الرّمل في" البتراءِ"
حتّى نَمْنماتِ الياسمينِ
وأنا الفلسطينيُّ
من مطر على" يافا" نُزفتُ،
وسلتُ ورداً في" جنينِ"
...
أنا كلّ من نبتوا بأرض الرّيح مختارينَ محتارينَ،
فاستمعي إليهم واسمعيني:
لا تتركيني!
_____________
آذار 2003