أحدث عنك بالسلوان نفسي - أسامة بن منقذ

أحدث عنك بالسلوان نفسي
وهل تسلو مولهة ثكول

إذا نَاجيتُها بالصَّبرِ حنَّتْ
كَما حنَّتْ إلى بَوٍّ عَجولُ

إذا نَظَرتْ إليه أنكرَتْهُ
وتَعطُفُها الصّبابة ُ والغَليلُ

ولي في الموتِ يأسٌ مُستبينٌ
ولكن حال وجدي لا تحول

أَحِنُّ إلى أبي بكرٍ، ومَا لِي
إلى رؤياه في الدنيا سبيل

فيا لله من يأسٍ مُبينٍ
يخالف حاله الصبر الجميل

يغالِبُنِي على عَقلِي حنينٌ
إليه، لا تُغَالِبُه العقولُ

فيُنِسينِي يقينَ اليأسِ منه
كما تنسي معاقرها الشمول

ويَلحَانِي العَذولُ، ولَيس يدري
بما أُخفِي من الكَمَدِ العَذولُ

إذا نامَ الخليُّ أراحَ همِّي
وأسهرَ ليلِيَ الحزنُ الدّخيلُ

كأن نجوم ليلي موثقات
فليست من أماكنها تزول

وما في الصُّبحِ لي رَوحٌ، ولكن
به يتعلل الدنف العليل

نهاري لا يلائمني سول
وليلي لا يفارقني العويل