نحبّ الشّتاء - عبد الله أبو شميس

نحبّ الشّتاءَ
إذا انقطع الدّربُ،
والتمع الحبُّ تحت المطرْ
وقالت فتاةٌ لعاشقها:
هل نعودُ؟
فحدّق في وجنتيها:
إلى أينَ؟
_ ثمّةَ أرجوحةٌ في القمرْ!
...
نحبّ الشّتاءَ
إذا برعم الشّوق تحت الثّيابِ،
وفتّح من بين أزرارها،
وانتشرْ...
...
نحبّ الشّتاءَ
إذا راح جَدٌّ يدفِّئُ برد سجائرِهِ،
وصغيرٌ يجفّفُ من ريش طائرِهِ،
وأبٌ
راح يغمر أبناءه بالسّفرْ...
...
نحبّ الشّتاءَ
إذا التفّ صِبْيتُهُ حول مدفأة الكستنا
شاخصينَ لكفٍّ تقلّبها
وهي تنضج أكثَرَ
فوق لهيب النّظرْ!
...
نحبّ الشّتاءَ
إذا اختلف البسطاءُ
على" الجمع بين الصّلاتَيْنِ"
ثمّ استقاموا جميعاً على الصّفِّ
مبتهجينَ
ومبتهلينَ لربِّ المطرْ!
...
نحبّ الشّتاءَ
إذا اعتاض شيخ الصّلاتَيْنِ
عن طول ليلتِهِ
بقصار السُّورْ!
...
نحبّ الشّتاءَ
إذا راح طفلٌ يخطّطُ
فوق ضباب الزّجاج
(فلسطين)
وينظر من خلف أحرفها
للشّجرْ
...
نحبّ الشّتاءَ
ونبصر أبعد ممّا يُرادُ لنا:
لنا إخوةٌ في النّخيلِ
ينامون فوق الحجرْ
لنا إخوةٌ في الحجرْ
ينامون تحت غيوم التّترْ
...
نحبُّ الشّتاءَ
إذا أيقظتْنا القصيدةُ
قبل المُنبّهِ
في زمهرير السَّحَرْ
___________
كانون أوّل 2003