على الطائر الميمون والسعدِ فاركبِ - ابن الرومي

على الطائر الميمون والسعدِ فاركبِ
نجوتَ بإذن اللَّه من كل مَعْطَبِ

وتاب إليك الدهرُ من كل سيِّءٍ
وأعتَبكَ المقدارُ يا خيرَ مُعتَبِ

رأى الدهرُ أنْ لم يهتضم غير نفسهِ
فأقصرَ عمَّا كان غيرَ مؤنَّبِ

بلى قد رماهُ الناسُ من كلّ جانبٍ
بتأنيبهم إيَّاه رميَ المُحَصَّبِ

ولم ينهَهُ التأنيبُ بل جودُ قادرٍ
رأى أنه منهُ على حدّ مَغضَبِ

وأبصر في إقصارهِ عنك رُشدَهُ
بعاقبة ٍ من رأيه المُتعقِّبِ

فكُلْ من ثمارِ العيش أطيبَ مأكلٍ
وَرِدْ من حياض العيش أعذبَ مشربِ

وعش مائة ً موفورة ً في سعادة ٍ
ونعماءَ لا يغتالُها نحسُ كوكبِ