فسحة من وقت - غيث القرشي

الاهداء:
الى حضرة الاستاذ الدكتور الشاعر خالد الكركي،
رئيس الجامعة الاردنية الاكرم.
*
مازال هنالك متسع من وقت ياتي
كي يلقي الضوء على شبح
قد يخرج من اهزوجة شاعر
ما زلنا
والشبق اللغوي يجردنا من كل الاردية الحمقاء
نحاول اثبات العكس المتغرغر فينا
نحن الاشكال الوردية حين تزركشنا الاقدار نصير الواقع
نحن الاشكال الحمقاء
اذا تلفظنا هذي الارض نصير حروفا
تقفز منا قفز ضفادع
ما زال الشبق اللغوي يحرك فينا هذا الساكن
ما زلنا نلفظ انفسنا
ثم تحركنا الاشكال
بدون دوافع./
***
عبثا
قد يمضي العمر بنا عبثا
قد نصبح يوما فكرتنا المدفونة في تابوت مغلق
عبثا نتعثر بالايام
لعل الصدفة تاتينا بوميض يخرجنا للضوء
لعل القادم يلمحنا
ولعل الماضي يذكرنا
وتعود لواقعنا الاحلام
والان
وحيث الاشكال الحمقاء تشكل واقعنا الممسوخ
سنبحث عن وطن يعرفنا حين يرانا
نبحث عن وطن نعرفه لو كان يناسب واقعنا
اين ثقافتنا؟
من نحن؟
واين هوية ما قد نكتب؟
اين الافكارالبناءة؟
اين اللغة الام؟
واين الفلسفة البشرية؟
اسئلة اكثر قد تطفو..
في ظل غياب الربان، سيبحر هذا المركب دوما صوب الاسوأ.
- ما الضير اذا؟انت تحمل نفسك ذنبا لا تملكه، لست المهدي المنتظر ولن يتوقع منك بان تجلو غبشا شكله غيرك.
- لكني ارفض ان ابقى ابحر في مجرى التيار. لست المهدي المنتظر،ولكن المركب قد يغرق بالربان بدون شراع.
يا ربان المركب هيا
وارفع اجنحة التغيير
حرك ساكننا وادفعه
واخلق اجنحة لنطير
حفز داخلنا واصقله
وابدأ، كي نبدأ ونسير
ان الاقدار بأكملها
تذعن لو شئنا،وتصير/
***
من يدركون سمو نجم الضاد
سوف يقدرون فجيعة الحرمان من حضن
يجسد ما يمثله الادب
من يعجزون عن التمسك بالجذور
سيسقطون كما الكواكب
قد تكون كبيرة تكفي لتحتضن الشعوب جميعها
لكنها يوما
سيدركها العطب
من لا يحبون التوحد في المداد
سيجهلون الفرق دوما
بين فردوس الحروف
وبين موسيقى الصخب/
***
يا مدرك المعنى
وجودك هذه الاوقات صار ضرورة
فاسمح لنفسك ان تكون كما تريد
واسمح لنفسك ان تحلق فوق هذي الارض
كي تتذكر اللحظات والساعات والايام
واسمح لذاكرة مضت من عمر جهبذنا
بان تاتي وترجع
ان تفيق وان تعود من البعيد الى البعيد
ولكي تعود لك التفاصيل الدقيقة في رحاب بلادك الاولى
اسمح لها بتقمص الماضي
لترقب امنياتك طالبا يسعى بها حتى يحوز العلم مع اترابه
اسمح لصفحة ذكرياتك ان تعود الى الوراء
حتى تقارن بين واقعنا وماضيك الجميل
يا مدرك المعنى
من الرمز المرادف للحقيقة
هذي رسالتنا اليك..
فجدد ما استطعت من المعالم
وكن من تريد
كن ضابطا...
رجلا اداريا...
أستاذ جامعة...
كن من تريد
راقب الروتين
واضبطه
وحاصره
ودمره
واخرجنا من الاسوار حتى تعود لنا الحرارة
كي يغادرنا الجليد/
كن كما شاءت لك الاقدار ان تبقى
فانت محارب يسعى الى الابداع
يسعى للوصول الى الجديد/
كن شاعرا
ارسل حروفك نحونا
فلقد اتتنا لوثة قد جردتنا من هويتنا الجميلة
صوب افق
لا نهائي..
مديد/
انا تحاصرنا الغيوم من الجهات جميعها
نحن الذين قد اتهمنا بالثقافة صار يقلقنا التفرد
صار يقلقنا بانا قد تهمشنا العناوين الغبية
لا نصير الان يظهر
كي يعيد لنا الحياة
ولا محارب قد يشكل طيفه وطنا، يجيء
لكي يكون حضوره امنا
ونصبح ما نريد ومن نريد/
نحن الذين قد اتهمنا بالثقافة
صار يقلقنا بان فضاءنا ضاقت عليه حدوده
صرنا كما الفرس المجنح حين تمنعها القيود
وحين يثقلها الحديد/
كم كوكب قد جاء يحمل فكرة
ضاعت به السبل اللتي تفضي
الى "العدل الشريد"/
بعض الكواكب ان تمت
تعلو لتصبح نجمة
تعلو على متن السحاب
لكي ترابط في البعيد/
هذي رسالتنا اليك
اني انا المتكلم العربية الفصحى
سارسلها اليك على جناح حمامة بيضاء حالمة
بان ياتي صباح واعد
يرث القديم لكي يعيد المجد للغة الجميلة
كي يطير
وكي يحلق
صوب اشراق سعيد/
نحن الذين قد اتهمنا بالثقافة
صار اعظم همنا ان تستفيق بنا الحروف
وان يجددنا النشيد
فانهض بنا
ربان مركبنا الجميل
انهض بنا
حتى يزلزلنا
ويوقظنا النشيد./
***
مازال هنالك متسع من وقت ياتي
كي يلقي الضوء على شبح
قد يخرج من اهزوجة شاعر
ما زلت هنا
في الليل اعد حقائبي الملأى
بحوادث يوم مشحون
ابحث عن فسحة وقت تاتيني
عن وطن يحضنني
ابحث عمن يفهمني
ما زلت هنا
ارقب عن قرب تلك الاشكال تحرك واقعنا للاسوء
ما زلت امارس مع نفسي لعبة شطرنج
تتجدد كل صباح
لا غالب فيها، او مغلوب..
ما زلت انقل احجاري مع نصف يتملكني فوق الرقعة
اتخيله شخصا اخر، لا ارغبه
اتخيلني شخصا اخر، لا يرغبني
ما زلت امارس حكمتي المعهودة:
"كن شعلة ضوء صغرى في قلب ظلام حالك"
ما زال هنالك متسع من وقت
يكفي كي اكتب ما قد اعرف من اخبار
يكفي لاسجل ما اتمنى في صفحة دفتري البيضاء
وحدي ساسجل ما اتمنى من احلام
شاعر حق..
وانثى..
قصيدة./