وجـــد - غيث القرشي

صيفٌ خَريفيُّ الملامِح ِ.
حَالة ُالوَجدِ التي تنتابُنيُ..
ينتابُهَا هذا الهُدوءُ الحَالِمُ المُفضِي الى دَربِ الحَقيقة..
لا بَرَّ يَحمِلنِي الى مَا قد أُريد..
ولا بحَارَ تشدنِي أعمَاقها
كـَيْ أستشِفَّ مَلامِحِا ً قد يَرتدِيها مَن أفتش عنهُ مُذْ أمدِ بَعيد
عَـبَـثا ً..
ألَملِمُ ما استـَطعتُ منَ الشتاتِ ومَا تبقـَّى مِن حُطام ِالوَقت
بَينَ غِـيَابِ مَن غـابوا..
وبين حضورِ من حضرَت ملامِحُهُم شُخوُصا ًفارغينَ منَ الحياة
هُناكَ يَقبَعُ ذلكَ اللغزُ المُحيرُ:
هل توحدنا بما يكفي لِنُصبحَ عاشِقينِ ونَدخُلَ الفِردَوسَ مَرضيين؟
ام أن الوُشاةَ تدَخلوا مِثلَ الرُواةِ
وحُرفت توَراتنا حتى يكذبنا ويكرَهنا الحضور؟
هل يا ترى كانت حياة بيننا؟
هل كـُـنتَ ذاكَ الضَوءَ يلقَى في الازقةِ في ظلام ٍحالكٍ لينيرَ دَربَ حمامةٍ
لم تعرِفَ الارضَ الجديدة؟
هل تراها لم تكن حقا ًمُؤهلة ًلِحَملِ رسالةٍ حُملتـَهَا؟
أم هَـل هيَ الاقدارُ تلبِسُنا قِناعَ الطفلِ لو كـُـنا ذِئابا ًكـَي نـُبَرهِنَ أننا الاقوى؟
- بذلكَ صارَ ثمة ما نقومُ بهِ خِلالَ نَهارنا-
ذلكَ الغَبشُ الخفيفُ على زُجَاج ِالقلبِ يُعمينا قليلا ً
لكِنَّ الضبابَ مكثفٌ..
وسينتهي وتعودُ رُؤيتنا كما كانت وُضُوحا ًخالصا ً
عِندَ اختلافِ الامكنة.
***
شَبقُ الحقيقة خَربَشَت اظفارُهُ جَسَدَ الذينَ ينقبونَ عن ِالحقيقة
ثمَّ لا يجدونَ فيها غيرَ بِضع ِتـَساؤلات ٍصَامتات
هذا الخَريفُ مُحَملٌ
بجنون ِافئدة ِالمرايا
هذا المدادُ مُعَـتـَّـقٌ
جوفَ استراحاتِ الزوايا
والعمرُ رُبانٌ يَضيعُ
ببحر ِاوراق ِالحكايا
***
تبقى المهماتُ العصيبة ُ للموانيء
تحضُنُ السُفنَ التي غابت طويلا ًعن حدود ِاليابسة
لكنَّ صورتكِ الجميلة َ لم توافق ان تعيشَ أسيرة ًوهميّة ً
تذكي لهيبَ اطارها في الذاكرة
فتمثلت شبحا ً أمامي لا يراهُ الغير
لكني أرى فيه الربيعَ وأسمعُ الحسونَ ينشد
تعتريني رعشة ُ العشاق ِفي فصل ِالشتاء وأُمعِنُ النظراتِ في المراة
لا تذهبي..
اني نزيفُ الحبر ِمن قلب ِالقلم
ودمي أبعثِرهُ على لون ِالغيوم ِمن القدم
لا تذهبي..
لم يبقَ في العمر ِالقصير ِمسافة ٌ لتقمص ِالادوار ِفي طور ِالمراهقةِ الشفيفة
لم يبقَ ما يكفي لابحثَ من جديدٍ..
او أواجهَ ما أواجهُ من ضياع ٍ
او ألم.
***
ظلُّ..
ممراتٌ طويلة
قاعة ٌ كبرى..
شخوصُ المسرح ِ الحاوي تفاصيلَ الحكاية
مذ رأيتكِ..
تنقلين الموجَ في خطواتِكِ الاولى..
وقدكِ قد تراءَى تحتَ ضَوءِ الشمس ِيشتفُّ العيونَ اللاهفات
أردتكِ..
مذ كنتِ سنبلة ً بحقلٍ ليسَ فيه سواكِ..
كان ذاكَ الغيمَ لم يبصر بتلك الارض ِغيرَكِ
فامتطى صَهوَ الرياح ِوسلطَ الامطارَ كي تظمى البلاد
وكي يجافيكِ الجفاف
هديلكِ..
سَربُ الحمامِ المتعبِ الغافي على كفِّ القدر..
سربٌ يُحلقُ كل يوم ٍكي يحاول
يرسُمُ الفرحَ البسيطَ على الشفاهِ ليرسُمَ الفرحَ البسيط َعلى وجوهِ الاخرين
لم يكن غيري يلاحِظكِ
ويسبُرُ غورَ عينيكِ اللتين تحدقان ِكما الطفولة
تخفيان مشاعرَ الدحنون ِتحت حوافر ِالخيل الثقيلة
لم يكن غيري هنا
مع أنَّ آلافا ًتؤمُ مكاننا
لتشاهِدَ البلورَ كلَّ صباح
ولتمعِنَ النظرَ العميقَ على غبار ِالامكنة
لم يكن غيري هنا
ولن يكونَ هناكَ بعدي..
عندما يأتي القطارُ..
وبعد حزم ِالأمتعة.
***
هيَّـا..
تعالِي..
لم أجِئكِ مُحَمَّلا ًذنبَ القصيدةِ كي أصيرَ نبيكِ المَوعود..
آهِ لو تدر ِالجميلة ُ..
أن سِرَّ جمالِها وَهمٌ لـَطيفٌ قد احَاط َبمقلتي..
آهِ لو تدري..
بأنَّ الحُبَّ قد يأتِي لقلبٍ مَرَّ تين
وأن عقاربَ الوقتِ البطيئة َ لن تـَعُودَ مُجَدَّدا ً..
حتى نراجِعَ نفسنا
ونكونَ ميناءا ً لما جادت به أرضُ الخلود
هذي المَعَالِمُ شـُوِّهَت..
من بعدِ أن كانت بلادا ً للهَوَى
عُـذرا ..ً
على هذي الحَقيقةِ..
هذِي المَعَالِمُ..
لن تعُود.
***
أكتوبر 2007