نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ - ابن الرومي
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ
تجري مودَّتُهُمْ معَ الأنسابِ
ما زلتُ بينهُمُ كأني نازلٌ
في منزل من صحة ٍ وشبابِ
أُكفَى وأُعفى غيرَ ما مُتجشِّمٍ
تعباً ولا نصباً من الأنصابِ
آثرتكُمْ بمودتي وتركتهُمْ
متغيظينَ عليَّ جِدَّ غِضابِ
حتى إذا ما جاش بحرُ المُشتري
لكُمُ ففاضَ وعبَّ أيَّ عُبابِ
وكَّلْتُمُ زُحَلاً بأمري وحدَهَ
وكذاك حقُّ الجاهل الخَيَّابِ
أنا منْ أصابَتْهُ الصواعقُ بعدما
رجَّى حياً فيه حياة ُ جَنابِ
لِيُبَكِّني الأعداءُ إني رحمة ٌ
لهُمُ فكيف تَظنُّ بالأحبابِ
أَسخطتُ إخواني وأَخفقَ مطمعي
فبقيتُ بين الدُّورِ والأبوابِ
ماذا أقول لمن أُراجعُ بعدما
وحَّدتُكُمْ وكفرتُ بالأربابِ
تاللَّه آملُ عدلَ شيءٍ بعدَكُمْ
أو أرتجي للظن يومَ صوابِ
فاز الورى من ريحكم بسحائبٍ
هطلتْ وفزتُ بسافيات ترابِ