لايُبْعِدُ الله أسلافاً لنا سَبقوا - ابن الرومي

لايُبْعِدُ الله أسلافاً لنا سَبقوا
ولو بقُوْا للَقوا مالا يحبونا

كيف العزاءُ وما في العيش مغتبط
ولااغتباطَ لأقوامٍ يموتونا

متى تَعِشْ قبليَ الأحياءُ يدركنا
وإن تمتْ قبليَ الأمواتُ يعفونا

لابد من ميتة للمرء أو هَرَم
يظل منه جليدُ القوم موهونا

والبيضُ والجون لانهوى فراقَهما
ولانزال نذم البيضَ والجونا

وكل لهوٍ لَهاه الناسُ مَشغلة ٌ
عن ذكر ماهم من الأحداث لاقونا

فإنْ لهوا فدفاعُ الهمِّ حقَّهُم
وإن بكوا فذوو الأشجان باكونا

ولايقينَ لأقوامٍ وإن زعموا
وما يقينُ أناسٍ لا يُعدونا

لو أيقن الناس جَدُّوا في أمورهُم
وكيف يوقن قومٌ لا يَجِدُّونا