عيناك ِ.. في وقت الرحيل - حسين احمد النجمي

.
زيف الرؤى في مقلتيك يقول إنك تكذبينْ
ْوصدى الكلام على شفاهك ذاب من رجع الأنينْ
والذكريات تدثرت وهج الحقيقة من سنينْ
ومضت تسآئل شاطىء الأحزان عن لون الحنين ْ
****
عيناكِ آخر نجمتين توارتا خلف السحابْْ
وتدثرا بين الغيوم على بساط من سرابْ
سمتا إلى قــمرٍ تألَّق في حياءٍ ثم غـابْْ
وكأنه ألف الحياة على دروب الإ غترابْْ
ْْ***
عيناكِ آخر شمـعتين أطلتا عند الرحيلْْ
فأضاءتا ليلي الذي يطوي سراب المستحيلْ
رنتا إلى دربٍ من المجهـول لا يروي الغليلْْ
لكنها شمخت إباءً مثلما شمخ النخيلْ
***
عيناكِ قيثاران ينسكبان من لحن المسـاءْْ
يستأثران بلون أطيافي وشلال الضياءْ
ويذوب في أمواجهنَّ غدي الموشح بالعناءْْ
فتردد الأمواج قافيتي بلحن الكبرياءْ
***
عيناكِ آخر ومضتين من السنا بعد الغـــروبْْ
رفَّت على رمشيهما لجج الجمال من الطيوبْ
فانساب سحر الشِعر من طرفيهما يسبي القلوبْْ
فهربت من نظراتهنَّ وكان نحوهما الهروبْْ
******