يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ - ابن الرومي

يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ
فما عكفنا على بُدٍّ ولا وَثن

ومَن سألناهُ قِدماً كلَّ منفسة ٍ
فما سألنا بقايا الآي والدِّمن

إن لاتكنْ واسعَ الأملاكِ فاشِيهَا
فما عَهِدناكَ إلاَّ واسع العطن

ولا شَقِينا بوعدٍ منك يتبعُهُ
مَطلٌ ولا كنتَ إلاَّ صافي المِننِ

أعاذَكَ الله من حالٍ تُماطِلُني
لضيقها بكساءٍ تافِهِ الثَّمنَ

ومن بصيرة ِ رأْي غيرِ مُبْصرة ٍ
إنَّ اطراحَكَ حَمْدي أغبنُ الغَبن

انظر إلى الدنيا وزينتِها
ترَى الكارمَ فيها زينة َ الزِّينَ

فالبسْ وألبِسْ فإنَّ الثوبَ تلبِسُهُ
زَيْنٌ على النفسِ لا ثِقلٌ على البدن

وفي ادراعِكَ ثوباً منظرٌ حسن
ولم يُحَسِّنْكَ مثلُ المَسْمَع الحَسَن

إن تكسُني يكسُك المعروفُ من كثَب
ثوباً جميلاً تراه أعينُ الفَطِن

فاكسُ ابنَ شكرِك ما يَبْلي على ثِقة ٍ
أنْ سوفَ يكسوكَ ما يقي على الزمن