ياسيدي ساعي البريد - حمد العصيمي

يا سيدي ساعي البريد
عندي خطاب من جديد

فأنا سأكتب ما أشاء
وأنت تقرأ ما تريد

لكنه خطر وقد
يلقيك في قفص الحديد

كن ثائرا مثلي ولا
تخشى التهدد والوعيد

فأنا شهيد إن أمت
فلما تخاف؟ ومت شهيد

إحمل خطابي عاجلا
واذهب لهارون الرشيد

فلدي الف قضية
ولديه الاف العبيد

هو نائم في قصره
بين الجواري والعبيد

وأنا أنام على رصيف
الفقر في وطني المجيد

وطني الذي قد عشت فوق
ترابه طفلا وليد

وطني الذي اسقيته
عبق الدماء من الوريد

وطني الذي اصبحت فيه
أعيش صعلوكا طريد

يا سيدي ساعي البريد
وطني يمزق من جديد

حتى خريطته القديمة
غيروها من جديد

لم يبقى من وطني سوى
علم وسارية وذياك النشيد

يا سيدي ساعي البريد
وطني يباع بسعر كاس من نبيذ

في اقذر الحانات
في حي الرشيد

أتباع يا وطني على البارات
با الثمن الزهيد

من باعك؟ المأمون؟
أم هارون

أم سلطاننا
عبد الحميد

هم يسرقون الخبزمن افواهنا
ليقدموه الى البعيد

هم يسكنون الماجنات بيوتهم
وانا أعيش هنا شريد

الفقر يجلدني بسوط
من حديد

وكأنني أنا من يقول
لسوطه هل من مزيد

هم يقتلون الحب فينا
يقتلون الشعر

يغتالون
ابيات القصيد

حتى الحروف الابجدية
اصبحت ارهاب

في زمن
الرشيد

يا سيدي ساعي البريد
أصبحت كهلا لم أعد

أقوى على
العيش الزهيد

قسما بربك إنني
لم أعرف العيش الرغيد

وأنا بلادي منبع الثروات
يا ساعي البريد