الدهشةُ شأنكِ أنتِ - محمد عريقات

فائِضُ الحكمةِ ساقني للضّلال
والحانة في طرفِ الحيّ
تتوسَّطُ قلبي..
في العشِّ المهجورِ أنام
طلّقتُ البيتَ وأطلقتُ النارَ
على سلكِ الضوءِ المتدلي
وبصقتُ على العتبةِ مرّات.
1/
الشارعُ يندلقُ كأفعى..
وأنا البدعةُ، اتهمتني الجارَةُ
حينَ استدرجتِ الشرفة خطوتها
ورأت عدمي ينصاعُ برجولتي
الرّخوة،
ومثل حفنةِ نملٍ تسلّقَ الوهجُ
من ساقيها إلى معدنيَ
البارد!.
والتفتُّ إلى بلاهةِ المصباح
يستسلمُ لجماع ذبابتينِ
على أنفه.
2/
لن أرهق لغتي بما لا تحتملُ
الصورة،
كانت نافذةٌ واطئةٌ لعيونِ الضّالةِ
لم أنهش غيرَ الدهشةِ منها..
حيثُ أمّي تنظرُ في أحفورةٍ
وثمةَ أمنيةٌ تسكنُ عينيها، وشريطٌ
أسودٌ يلتفُّ حولَ صورتي!.
أينكِ الأنَ من الحلم؟
وقد أيقظتِ السابلةُ مشاعَ الإغماض!
واتخمتُ بصحوٍ لزجِ الرؤيا..
تبتلعني العتمة بأروقةٍ تستوحشُ
فيها الخطوةُ
تشتبكُ بالأنواءِ واللاجدوى
وبعواءٍ حصيفٍ يجتزُّ شرودي..
كان قلبي بينَ يدي سنجابةٍٍ
خطفته لحظة هاجَ النشيدُ
على الخوف، ولم يكن نبرها
من العاج،
ولا من تلاطمِ جماعٍ وفير اللحمِ
إنما مشاعرٌ معدنيةٌ قالتها
الكحولُ على لسانِ
شاعر..
4/
أمدُّ يديَّ لظلي..
أَسقطهُ عن كتفيَّ الضوء،
أسندهُ كي نهربَ عن ذيل الأفعى
إلى رأسها / بيتي.
5/
لن أصعرَ قلبي لمزيدٍ قاتمٍ..
سأذبحُ الفضول قرباناً إلى
اللاجدوى
فالدهشةُ شأنكِ أنتِ
منذُ رأيتُ بحوصلةِ الطيرِ
وحشًا..
وحلَّقَ عصفورٌ في فضاءِ بيضةٍ
لم يبرحها..
أعود إلى البيتِ..
أعودُ إلى رأسِ الأفعى
لا الغنيمةُ أتخَمتِِ الخُرجَ
ولا الخسارةُ سرقت فراغي
أشرب الكحول بحذاء أميرةٍ
وأقامِرُ بعفافِ طريدةٍ
لم تمنحني الجنسَ بعدْ.