أين الرصيفة - مصطفى وهبي التل (عرار)

" في صيف عام 1943 م قصد جلالة الملك عبدالله بن الحسين الملك المؤسس متنزة الرصيفة وفي معيته الأميران طلال ونايف

والشيخ حمزة العربي ، والسيد أحمد السقاف ، ومعالي فلاح المدادحة ، وعرار ، وصبري الطباع ، ومخلد احد أفراد الحاشية

وعبدالسلام كمال .

.

فقال جلالته :

أين الرصيفة من ذرى رغدان
كل الحبة في ربى عمّان

فيها أخلائي ونخبة صحبتي
والمسعفون على صروف زماني

.

فقال عرار :

رغدان يا رغدان كم لك في العلا
علم وأنت محجة التيجان

الأمن حيث بنيت في طود العلا
وسوى حماك يعج بالنيران

.

فقال جلالته :

والشيخ حمزة فوق كرسي له
ما بين ( منجده ) مع ( البستان )

.

فقال عرار :

والشيخ حمزة شلّح القاموس من
أبياته فتراه كالعريان

.

فقال جلالته :

يا شيخ حمزة للغات قواعد
مالي على حذق اللغات يدان

بنيّ اللسان على فصاحة يعرب
وشهيد ذلك محكم القرآن

ردّ العمامة نحو أيسر حاجب
لتكون كالأشباخ ذا اتقان

إنّ الأميرين اللذين تراهما
رمقاك رمقة حاذق يقظان

كالنيّران بليلة يريان
ليس العمامة كفتي ميزان

.

فقال عرار :

وانظر إلى صبري تراه مهيئا
كاساته والشاي للندمان

وهناك بين مليكنا وأمينه
تحت العريشة يجلس الشيخان

.

فقال جلالته :

يا مصطفى ساعد أخاك فإنه
( ...... ) العشية وسط ذا البستان

شيطان شعرك قد وفى بعهوده
فعلام أخلف وعده شيطاني

الشيخ معتم وأنت مطربش
وافي السبال وليس بالملسان

وبجنب مخلد جالس متصرف
يتناجيان بأعذب الألحان