الباحة القصيدة - صالح بن سعيد الزهراني

توسَّدي أحرفي واستدفئي هدبي
وحلِّقي فوق حرفي واسلكي لَهَبي

جوبي السراة التي رصَّعتُها قُبلاً
مازجتُها بفمي أسقيتها تعبي

تحسسي نغمي فيها وقافيتي
وسائلي زُمرَ العُشاق عن طربي

وفتِّشي تجدي لوني ورائحتي
فوق الرُّبا في زُهور اللوز والعنب

أميرةَ الحب ماتَ الحبُّ فانتفضي
وحرِّكي مِعزَفي المخبوء واقتربي

مدّي ظفائرك الخضراء فوق يدي
وسامري رعشةَ الموَّال وانسكبي

أقبلتُ أُهديك أفراحي معتقة
مكيَّة الطعم تحكي شوق مغترب

من قِبلة الأمل الوردي من وطني
ما صُدِّرت من قِلاع الزيفِ في عُلب

ركضاً أتيتك أشواقي تسابقني
دلفت أبحث عن وجهي وعن لُعبي

حورية العصر يا وجهاً يُعلمنيصِدْق الهوى في زمان الزيف والكذب

يا نخلةً عِذقها يهمي ويا حُلُماً
يندسُّ في صمتي الدافي وفي صخبي

تسامقي يا حصون الشعر والتحفي
بُرْدَ الضباب ومُصِّي ناهد السحب

وبادليني جنون البوحِ واستمعي
قصائدي شاركيني نشوة الشغب

تعاتبين غيابي والهوى عتبٌ
فعاتبي إن أحلى الحب في العتب

إن غبتُ عنك لأمرٍ يا معذِّبتي
فإن قلبي مقيمٌ فيك لم يغب

فأنت أنشودتي الأحلى التي حَفِظت
سِري وأشرعتِ الأبواب للشُّهب

هواك سافر في قلبي وفي قلمي
وأنبت الألقَ الأزدي في أدبي

فلن يغيرني تاجي وأوسمتي
فأنتِ أكبر من تاجي ومن لقبي