لغة خارج الأبجدية - صالح بن سعيد الزهراني

أنا مشحونٌ من الصمت إلى الصمت
إلى برّ السكون
في صهاريج من الأحزان غادرت معي كفي ووجهي ويقيني
وحُروفٌ نبضها قلبُ أبر برٍّ ، شجى أمٍ حنونِ
أنا مفتون بأحداق الثكالى
مبحرٌ في دمع أبناء الشجون
مورق في الصخر ، مكتوب على الماء بأقلام السنين
أنا مقتول بأحلامي ، وآلامي ، وحدسي ، وظنوني
في دمى أشعلت تاريخي حريقاً ، وتدليتُ
على النار بِجذعي وغصوني
فنما فوق رمادي قمرٌ حرٌ
وساقا زيزفون
من بزوغ النكسة الأولى لموت النكسة الأخرى
ومن نسف المطارات إلى قصف الحصون
كنت أشكو من تضاريس الشعارات ، ومن مد الفراغات
ومن خيل الطنين
كنت يا " مغلقة العينين " مفتوحاً على الرؤيا صباحاً
خارجاً من ودْق أبياتي فماً حرّاً ، حماماً مسرجاً
بالنور والنار على " شلال طين "
وعلى " ذات القرون "
وعلى مدخل جُرحي أوقفوني ،
قرأوا وجهي وكفّي ،
نبشوا أبيات شعري ،
كشفوا حتى جفوني ،
حدّدوا عمق الزوايا في عيوني
قلّبوني
ومع دقَّة هذا الفحص لمَّا يعرفوني
صنَّفوني
ضمن مجهولي الهُويات ، وأرباب الجنون
واستوى الذَّبح على الأعناق فاستدرجهم
حتى رأوني
فدعوني
قلتُ : غيض الوقت
لا تنفعِلوا .. هاكم سكوني !!!
منذ فتّحت ، وصوتي ، شاحب اللحن
كعصفور سجين
فافهموني...
حاوِلوا لو مرّة واحدة
أن تفهموني