قربَ الحبيبُ إلى المحبّ الوامقِ ، - ابن المعتز

قربَ الحبيبُ إلى المحبّ الوامقِ ،
من بعدِ ما فتَكَ الفراقُ بعاشقِ

فالآنَ قد لوَتِ النّوى أعناقَها،
ودَنا من الأوطانِ كلُّ مفارِقِ

أقدم، أميرَ المؤمنينَ ، على الرضا ،
واسلَمْ لإهلاكِ العَدوّ المارِقِ

أسدٌ بدا من غابه فتضعضعتْ
منه الثعالبُ ، عند شدٍّ صادقِ

حتى إذا عرفوا الهدى ، ورمتْ يدٌ
ما جَمّعَتْ لِمُخاتلٍ، ولسارِقِ

شامَ السيوفَ وقد رأينَ مواقعاً ،
في أرؤسٍ وكَواهلٍ وعَواتِقِ

حِلماً وإبقاءً، ورأفَة َ واسعِ الـ
إنعامِ لا كَزٍّ، ولا متَضايقِ

وثنى أعِنّتَهُ، ولو حضَرَ الوَغَى
كانت دِماؤهُمُ كنَفثَة ِ باصِقِ

سيروا على خطّ الطريقِ ، فإنهُ
إن رحتمُ للنكثِ أسرعُ لاحقِ

لا تحسبوا اليومَ الجديدَ كأمسكم ،
أينَ الصّباحُ من الظّلامِ الغاسِقِ