لا صيدَ إلاّ بوترْ ، - ابن المعتز

لا صيدَ إلاّ بوترْ ،
أصفَرَ مَجدولٍ، مُمَرّ

إنْ مَسّهُ الرّامي نَخَرْ،
ذي مُقلَة ٍ تَبكي مَدَرْ

صنعة ُ بارٍ مقتدرْ ،
دام علَيها فمَهَرْ

فجِئنَ أمثال الأُكَرْ،
لم يختلفنَ في الصورْ

بصغرٍ ، ولا كبرْ ،
أشبهِ طِينٍ بحَجَرْ

يودعنَ أمثالَ السررْ ،
ثمّ يطرنض كالشررْ

إلى القلوبِ والثغرْ ،
لما غدونَ بسحرْ

واللَّيلُ مُسْوَدُّ الطُّرَرْ،
يَأخُذُ أَرْضاً وَيَذَرْ

وَلاحَ صُبحٌ وَاشتَهَرْ،
جاءتْ صفوفاص وزمرْ

سوانحاً بيضَ الغررْ ،
يطلبنض ما شاءَ القدرْ

روضاً جَديداً ونَهَرْ،
و هنّ يسألنَ النظرْ

مَا عِندَهُ مِنَ الخَبَرْ،
فقامَ رامٍ فابتدرْ

وترَ قوساً وحسرْ ،
إذا رَمَى الصّفَّ انتَشَرْ

هولض عوداً قد نخرْ ،
فبينَ هاوٍ منحدرْ

وصائحٍ على خَطَرْ،
وذي جَناحٍ منكَسِرْ

وارتاحَ مِنْ حُسنِ الظّفَرْ،
و مسهُ جنُّ الأشرْ

وقُلنَ إذ حقَّ الأثَرْ،
وجدّ رميٌ ، فاستمرّ

ما هكَذا رَميُ البَشَرْ،
صارَ حصى الأرضِ مدرْ