أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ، - ابن المعتز

أهاجَكَ أم لا بالدُّوَيرَة ِ مَنزلُ،
يَجِدّ هُبُوبَ الرّيحِ فيهِ ويَهزِلُ

قضيتُ زمانَ الشوقِ في عرصاتهِ ،
بدَمعٍ هَمُولٍ فَوقَ خَدّيَ يَهطلُ

وقفتُ بها عيسي تطيرُ بزجرها ،
و يأمرها وحيُ الزمانِ فترقلُ

طلوباً برجليها يديها ، كما اقتضتْ
يَدُ الخَصمِ حَقّاً عند آخرَ يُمطَلُ

وبالقَصرِ ، إذا خاطَ الخَليُّ جُفُونَهُ،
عنانيَ برقٌ بالدجيلِ مسلسلُ

وإنّي لضَوءِ البرقِ من نحوِ دارِها،
غذا ما عناني لمحهُ ، لموكلُ

تشَقّقَ، واستَدعَى كما صَدَعَ الدّجى
سنى قبسٍ في جذوة ٍ يتأكلُ

و للهِ ميثاقٌ لديّ نقضتهُ ،
وقُلتُ: دَعُوه خالياً يَتَنَقّلُ

ووَعدٌ، وخُلفٌ بعدَهُ، وتَمَنّعٌ
وسُرعة ُ هِجرانٍ، ووصلٌ موَصَّلُ

وقد أشهَدُ الغازاتِ والموتُ شاهِدٌ،
يجورُ بأطرافِ الرماحِ ، ويعدلُ

بطعنٍ تضيعُ الكفّ في لهواتهِ ،
وضَربٍ كما شُقّ الرّداءُ المُرعْبَلُ

وخَيلٍ طَواها القَورُ حتى كأنّها
انابيبُ سمرٍ من قنا الخطّ ذبلُ

صببنا عليها ظالمينَ سياطنا ،
فطارتْ بها ايدٍ سراعٍ وارجلُ

و كلّ الذي سرّ الفتى قد أصبتهُ ،
وساعَدَني منهُ أخيرٌ وأوّلُ

فمن ايّ شيءٍ يا ابنة َ القومِ أحتوي
على مُهجَتي، أو أيَّ شيءٍ أُومّلُ

إذا المرءُ أفنى صبحَ يومٍ وثانياً ،
أتاهُ صبَاح، بعدَ ذلك، مُقبِلُ

ويتّبِعُ الآمالَ مَوقِعَ لحظِهِ،
فلَيسَ لهُ عاشَ في النّاسِ مَنزِلُ

وللدّهرِ سِرٌّ سَوفَ يَظهَرُ أمرُهُ،
وللنّاسِ جائرٌ سِوفَ يعدِلُ