فارس الضحى - صالح بن سعيد الزهراني

أنا ما عشقت الهمَّ ، اللهمُّ مُعجَب
متى كان طعمُ الجرح يحلو ويعذبُ

ركبتُ المنافي كُلُّها قلبُ شاعر
دمٌ أحمدي في منافيه يُسكب

تغرّبت عن جرحي وجرحي قضيتي
وهذا ابتدائي والنهايات أغرب

تلوم حروفي حين تأتي كئيبة
ومن جرحنا يا ميّت القلب تشرب

أفقْ أدلجَ السُمار يا فارس الضحى
تثاءبت والآفاق ناب ومخلب

حروفي التي أنكرتها نصف حزنها
على مثلِ هذا الوجه من أين تطرب

نكايتها من ألف وجه مقنع
إلى أمة الإسلام يُدعى ويُنسب

هوىً " يعربيٌّ " بين عينيه فاقع
وما بين جنبيه " فؤادٌ معرَّبُ "

أمانيه في الدّنيا قصورٌ منيفة
وشيكٌ وكرسيٌّ وثير ومنصب

أنا متعبٌ .. من أين جاءت متابعي
أتت من فؤادٍ بين جنبيك يلعبُ

غضبت لأن الجهل أصبح راية
وأهل الردى أقوى بياناً وأصلب

كتبت وإن لم أجعلِ الشِّعر صرخة
لديني فمن أي التعاليم أكتب

غضبت وإن لم أجعل الحق غضبة
فقل لي : على أي المروءات أغضب

وحُمِّلت هذا الهم تاجاً ورفعةً
وما للفتى مما قضى الله مهرب