بُخلاً بهذا الدّهرِ لَستُ أراكِ، - ابن المعتز
بُخلاً بهذا الدّهرِ لَستُ أراكِ،
وإذا سَلا أحَدٌ، فلَستُ كَذاكِ
غادرتِ ذا سقمٍ بحبكِ مدنفاً ،
غياكِ من دمِ مثلهِ إياكِ
سحرتْ عيونُ الغانياتِ وقتلتْ ،
لا مثلَ ما فعلتْ بهِ عيناكِ
لم تقلعا حتى تخضبَ من دمي
سهماهما ، وحسبتُ من قتلاكِ
باتَتْ يُغَنّيها الحِلِيُّ، وأصبَحَتْ
كالشمسِ تنظمُ جواهراص بأراكِ
لا مثلَ منزلة ِ الدويرة ِ منزلٌ ،
يا دارُ جادكِ وابلٌ وسقاكِ
بؤساً لدهرٍ غيرتكِ صروفهُ ،
لم يَمحُ من قَلبي الهَوى ومَحاكِ
لم يحلُ لعينينِ بعدكِ منظرٌ ،
ذمّ المنازلُ كلهنّ سواكِ
أيّ المَعاهدِ منكِ أندُبُ طِيبَهُ،
ممساكِ في الآصالِ أم مغداكِ
أم بردُ ظلكِ ذي العيونِ وذي الحيا ،
أم أرضُكِ المَيثاءُ أم ريّاكِ
فكانما سقطتْ مجامرُ عنبرٍ ،
أو فتّ فأرُ المسكِ فوقَ ثراكِ
وكأنّما حَصباءُ أرضِكِ جَوهِرٌ،
وكأنّ ماءَ الوَردِ دَمعُ نَداكِ
و كأنما ايدي الربيعِ ، ضحية ً ،
نشَرَتْ ثِيابَ الوَشيِ فوقَ رُباكِ
وكأنّ دَرعاً مُفرَغاً مِنْ فِضّة ٍ،
ماءُ الغديرِ جرتْ عليهِ صباكِ