بشرَ بالصبحِ هتفا - ابن المعتز
بشرَ بالصبحِ هتفا
مستوفياً للجدارِ مشترفا
مُذكِّراً بالصَّبوحِ صاحَ بنا،
كخاطبٍ فوقَ منبرٍ وقفا
صفقَ إما ارتياحة ً لسنى الـ
ـفجرِ ، وإما على الدجى أسفا
فاشربْ عقاراً كأنها قبسٌ
قد سبَك الدّهرُ تِبرَها فصَفَا
تدمي فدام الإبريقِ من دمها
كأنّهُ راعِفٌ، وما رَعَفَا
بكفّ ساقٍ حلوٍ شمائلهُ ،
مكرهٌ لحظ عينه صلفا
يقطرُ مسكاً ، على غلائله ،
شعرُ نقاً بالعبيرِ قد وكفا
أفرغَ من درة ِ وعنبره
حُسناً وطيباً في خلقِه ائتَلَفَا
يطيبُ الريحَ حينَ يمسحه ،
فما بريحٍ هَبّتْ عَليه خفَا
أراقَ فيها المِزاجَ فاشتَعَلَتْ
كمثلِ نارٍ أطعمتها سعفا