البحث عن رفات القديس - صالح بن سعيد الزهراني

كانت أرض الله بياضاً وسواداً
والعالم منقسمٌ نصفين
" أرضٌ ساهرة " يتقاطر منها الفجر ، ورايات النور
صفاء الكلمات الأولى ، وعروق الماء
تتطاير فيها أوهام القديس ، قلاع الزيف ، وتاج القيصرْ
كانت أرض الله سواداً وبياضاً
والعالم منقسمٌ نصفين
ساعتَها عَسْعس في الكون ظلام دامس فدعا الداعي :
" يا رب " " وفار التنور "
واحتمل الماء " الزبد الرابي " ، تاج القيصر ، والليلَ ، وأوهام القديس ، وقلعة زيفٍ كان يُعشْعش فيها " خفاش أعمى "
ودعا الداعي : " يا رب " فغيض الماء
فَتحَت " إرم " زنديها ، واستلقت فوق ضياء الفجر ، وطُهر الكلمات الأولى ، وتناسلَ خيط النور
كان " الراوي " تحت غصون " التين " يسافر في ذاكرة الدنيا ،
وعيون الأطفال ، عصافير تبني وُكناتِ الآتي
حدثهم عن حُلكة ذاك الليلْ
عن " قديسٍ " جاء إلى الدنيا في ثوب فتاة
" وبرأس امرأة ثُقبت أذناه "
فاختلف الناسُ
ذكرٌ هذا أم أنثى
سبحان الله !!؟
كان " القديس " يحارب ضوء الشمس فأغشى عينيه وماتْ
لكن لم يَدْفِن جثته إلا تسعة . جاءوا بالأجرة
كان بسيف خشبي ، وحمار أعور
يجري خلف خصوم القيصرْ
كان ... وصار رماداً
ومضت سنوات العمر
والراوي يمتح للظمأى تحت غصون التين ، الزهو ،
وعطر الماضي
وصغيران يشدهما النَّسغُ ، لأعماق الأرض الأولى
عَجَنا قلعة طِينٍ
تاجاً
كتباً بالحجر الجيري " يحيا القديس "