تعليق على ماقاله لقيطُ ابن حارثة - صالح بن سعيد الزهراني

لقيطُ ناصحت من تهوى فما انتصحا
كانت من زوايا المدى في عينه فرحاً

قدحتَ بالشِّعر زنداً مُطفئاً فأبى
والليل مُغْضٍ ووجه الفجرِ قد سنحا

لا حاملُ السيف يدري عن حمائله
والمُهر لا أدْمن الجُلَّى ولا ضبحا

فوقَ انحراف الزَّوايا تاه فارسه
لأن مبدأه للفتح ما اتضحا

ولم تزلْ يا الإيادي الحروفُ فماً
حُرّاً ومُهْراً حَروناً يُتقنُ المرحا

لكنها أمَّة الإسلام واقفةً
فوق اللظى تحسبُ الظلماء شمس ضحى

كانت خيولاً إلى الآفاق مُشرَعَةً
كانت "صُهيبَ" وكان البيع قد ربحا

وصارت اليومَ سُمّاراً وفاكهة
أضحوكةً أصبحت للناس مثلَ جحا

دارت بنا دورة التاريخ وابتدأت
دوامةٌ أنجبت تسعينَ مصطَلحا

" لقيطُ " قد تَجْرحُ الأحباب قِصَّتنا
وأعظم الحبِّ ما أنكى وما جرحا

نُحِبهم ولهذا الحبِّ نصدقهم
فالكيل – يا سيد الأنغام – قد طفحا

غضبتُ إنّ الدماء الحُمْر تقتلني
وكيف لا يقتلُ العِرضُ الذي سُفحا

وأحرفي البيض من مأساتكم نضحت
فكيف أكتم حرْفاً بالأسى نضحا

لي في الهوى قِصةٌ تُتلى ولي لُغةٌ
فيّاضةً لا تواتي كل من شرحا

بها فَتحتُ لكم سبعين نافذةً
للنور أشرعتُ باباً قطُّ ما انفتحا

غَضِبتمُ عندما كاتبتكم بدمي
فلتصفحوا إنّ خير الناس من صفحا