من عائدي من الهمومِ والحزنِ ، - ابن المعتز
من عائدي من الهمومِ والحزنِ ،
و ذكرِ ما قد مضى من الزمنِ
و شربِ كأسٍ في مجلسٍ بهجٍ
لم أرَ فيهِ هماً ، ولم يرني
من كفّ ظبيٍ مقرطقٍ ، غنجٍ ،
يَعشَقُهُ مَن عَليهِ يَعذُلُني
تلوحُ صلبانهُ بلبتهِ ،
كنُورِ زَهرِيّة ٍ بلا غُصُنِ
يا ليتَ من جاءهُ يقربهُ ،
من فَضلِ قُربانِه يُقَرّبُني
جاءَ بها كالسّراجِ ضافية ً،
سلافة ً لم تدسْ ، ولم تهنِ
من ماءِ كَرمٍ عُتّقَتْ حِقَباً
في بطنِ أحوى الضميرِ مختزنِ
كأنّهُ، مُنْذُ قامَ مُعتَمِداً
بعظمِ ساقٍ مثقلِ البدنِ
مَيتٌ وفيهِ الَحياة ُ كامنَة ٌ،
برُوحِها العَنكَبوتِ في كَفَنِ
ما لي ، وللباكراتش والظعنِ ،
و مقفراتش الطلولِ والدمنِ
شغليَ عنها بالراحش في غلسٍ ،
ووَضعِ رَيحانَة ٍ على أُذُني
و لحظِ عينٍ يريدُ ذاكَ وذا ،
خِوانَة ٌ تُجرَى على العَيَنِ