قاعدة الزعنفة - صالح بن سعيد الزهراني

يحدّثنا النّحو مِلَّةُ آبائنا صانعي الزهو ، زهوِ الكلام ، وزهو الرِّجالِ ،
وزهوِ سيوفِ الهوى المُسرِفه
يعلّمنا كيف تعلو الرّؤوس
تُشَدّ الكفوف ، السيوفُ
يصوغ الفتى أحرُفَه
كيف كان يُسافر في لُجَّة البوحِ ، يَجُدل من طينة المستحيلِ لنا موقَفِه
يُحَدِّثنا أنَّ للصَّافِناتِ الجسارهْ
وأنَّ " لأحلى وأغلى الكلام الصَّدارة "
وأنَّ الحروف الحضارة
فكيف تجلّت لنا " المبهمات " وبدَّل نهر القوافي مسارَه ؟؟!
فيا أيّها النَّحو أين " الرُّؤى المُنصِفَه "
أناشِدُك الله هل تُصطفى " النكراتُ " على " المعرفة " ؟!
أما قلت : إنّ الكلام حضارة
وإنّ " لأحلى وأغلى الكلام الصَّدارة "
وللصافنات الجسارة
فكيف تجلّت لنا " المُبهمات " وبَدَّل نهرُ القوافي مساره ؟؟!
أجب أيُّها النَّحو أين " قاعدة الزُّعنفة "
هل أنت يا لغة السابحين على السَّيفِ
أذعنت للألسُنِ المترفة ؟؟!
كيف تستدرجُ " النخلةَ " " الرِّيحُ " ، كيف تُطاطيءُ للعاصِفَة
يُولد المجد من " جملة ناسفة "
يبتدي الوجد من لحظة نازفة
كل شيءٍ يهونُ ، تهونُ العواصِفُ ، قصفُ الرّصاصِ ، دِماءُ الجروحِ يظلُّ لنا غارةً زاحِفة
نظَلُّ نقادِمُ ، نخرج من جمرة الأرجوانِ ، ومن صفرةِ الزَّعفرانِ لظى قاذِفة
الموتُ
والموتُ
والموت
في لغة زائفة
لم يُجب ، كنت أقرأ أغلى الوجوهِ ، الحروف تنام على الأرصفَة
ومن شُرْفِة القصر كانت تُطِلُّ على العابرين " قاعدة الزعنَفة "
أيها النُّحوُ
في النّحو لا نحوَ
في الموتَ لا موتَ
في الصوتِ لا صوتَ
إن سقط المحتوى أوَّلُ الشامتين له الأغلِفَة