بكاهُ على ما في الضميرش دليلُ ، - ابن المعتز

بكاهُ على ما في الضميرش دليلُ ،
و لكنّ مولاهُ عليهِ بخيلُ

وَلي كَبِدٌ أمسَى يُقَطّعُهُ الهَوَى ،
ودَمعٌ عَصَى الأجفانَ، وهوَ يَسيلُ

فيا عاذلي ، لا تحزنني بغادتي ،
فما ذاكَ بينَ العاشقينَ جميلُ

فهلْ لي إلاّ أن امونَ بحبها
ضياعاً، ولا يَدري بذاكَ خَليلُ

إليكَ امتطينا العيسَ تنفخُ في السرى ،
وللّيلِ طَرفٌ بالصّباحِ كَحيلُ

وفتيانِ هَيجٍ باذِلينَ نُفوسَهم،
كأنهمُ تحتَ الرماحِ وعولُ

وجَرّدْتُ من أغمادِهِ كلَّ مُرهَفٍ،
إذا ما نتضتهُ الكفُّ كادَ يسيلُ

ترى فوقَ متنيهِ الفرندَ ، كأنما
تَنَفّسَ فيهِ القَينُ، وهوَ ثَقيلُ

فأعلَمتُهُ كيفَ التَصافُحُ بالقَنَا،
وكيفَ تُرَوّى البيضُ وهيَ مُحولُ

سريعٌ إلى الأعداءِ، أمّا جَنانُهُ
فماضٍ، وأمّا وَجهُهُ فجَميلُ