لا عذرَ للعاذلِ في الكاسِ ، - ابن المعتز
لا عذرَ للعاذلِ في الكاسِ ،
فما أرى في الكاسِ من باسِ
ويَلي من النّاسِ ومن لَومِهم
ما لقيَ الناسُ منَ الناسِ
مُهَفهَفِ الخَصرِ هَضيمِ الحشا،
مُشَوّقٍ بالوَعدِ مكّاسِ
و قامَ ، في العاتقِ منديلهُ ،
يُديرُ كأساً بينَ جُلاّس
و يدخلُ الآذانَ من أمسهِ ،
من تحتِ إكليلٍ منَ الآسِ
وشَمّرَ الذَّيلَ إلى خَصرِه،
و حثنا بالرطلِ والكاسِ
وطالَما عَذّبَني هَجرُه،
ووكَّلَ القَلبَ بوسواسِ
لمكا اتتني رسلهُ بالرضا ،
أنسيتُ ما مرّ على راسي
و لم أزلْ ، والليلُ سترٌ لنا ،
من دونِ رُقّابٍ وحُرّاسِ
أشكو إلى غَمزَة ِ عَينَيهِ ما
قاسَيتُهُ من قَلبِهِ القاسِي
في لَيلَة ٍ ما مثلَها لَيلَة ٌ،
لَستُ لها ما عِشتُ بالنّاسِي