ولقَد أغدُو بعادِيَة ٍ، - ابن المعتز

ولقَد أغدُو بعادِيَة ٍ،
تأكلُ الأرضَ بفرسانِ

فرجتْ عنها نواصيها ،
غررٌ خيطتْ بألوانِ

فتركنَ العيرَ مختضباً
بدَمٍ في جَوفِهِ قانِ

و بنينا سمكَ خافقية ٍ
كرقومٍ بينَ أشطانِ

فوَعَتنا غَيرَ فاضِلَة ً،
تزنُ الأرضَ بميزانِ

و شربنا ماءَ سارية ٍ ،
في قَراراتٍ وغُدرانِ

ثمّ قُمنا نحوَ مُلجَمَة ٍ
جِنّة ٍ طارَتْ بفِتيانِ

فتَلاقَينا على قَدَمٍ
بِينَ آجالٍ وصِيرانِ

و توشحنا بضمتهِ ،
و سقى جريٌ ، فأرواني

ذاكَ إذ لي الصِّبا عُذُرٌ،
قبلَ أن يؤمنض شيطاني

و سلِ البيداءَ عن رجلٍ
يخطمُ الريحَ بثعبانِ

ساهرٍ فيك، ومُقلَتُهُ
ليسَ يكسوها بأجفانِ

و جررتُ الجيشَ أسحبهُ
لعَدُوّ كانِ من شاني

فأذقتُ الأرضَ مهجتهُ ،
دينُهُ منهُ كأديانِ