مَنْزِلٌ أقوى بسَلمَى ، ورُبوعُ - ابن المعتز
مَنْزِلٌ أقوى بسَلمَى ، ورُبوعُ
تعذرُ الأنفاسُ فيهِ والدموعُ
ولقَد كنتُ أراها آهِلا
تٍ، كذاكَ الدّهرُ يَعصِي ويُطيعُ
كَذَبَ الدّهرُ فمَا فيهِ سُرورٌ،
يقلبُ الحالُ وينفضُّ الجميعُ
أبطِ ما شئتَ وسرْ سيراً رويداً ،
إنّ سيرَ الدهرِ بالمرءِ سريعُ
ذاكَ أفنانَا، ومَن يَبقَى سِوانا،
يهلكُ الصابرُ منا والجزوعُ
و لقد بلغتُ أوطارَ العلى ،
ورَعَيتُ العيشَ والعيشُ مَريعُ
إذ أمامي يدفعُ الحادثُ عـ
ـنّي المَليكُ الكاملُ البأسِ المَنيعُ
ربّما أغدو، وطارَتْ بفُؤادي
عَنتريسٌ، نازَعٌ فيها القَطيعُ
ذا صباحٍ ، وطروقٍ بظلامٍ ،
وبَكوراً، وقَطا الأرضِ هُجوعُ
خَلَدَ الغَدرُ،ولم يَبقَ وَفاً،
ليسَ إلاّ كاذبُ العهدِ قطوعُ
كلهم أعمى ، إذا ما كانَ خيرٌ ،
و لدي الشرّ بصيرٌ وسميعُ
وبَدا لي في التّجارِيِبِ، إذا
كثرتْ ، خزانُ سرًّ سيذيعُ
فاكتمِ السرَّ حبيباً وعدواً ،
فهوَ من هذا وهذاكَ يشيعُ
و لقد ألحقني بالصيدِ طرفٌ ،
حَنِيتْ منهُ على القَلبِ الضّلوعُ
يستمدُّ العتقَ من عرقٍ كريمٍ ،
فلهُ الصفوة ُ منهُ ، والصنيعُ
مائلُ العِرقِ على الِّليتِ كمَاءٍ
بذَنوبٍ فاضَ في الحوضِ رَفيعُ
فقفونا الغيثَ لم يشرفْ ندى ،
وهَوادي الوَحشِ ، مرّاتٍ وُقُوعُ
كلَّ يَومٍ يَغسلُ الأرضَ بماءٍ
ينفعُ النبتَ ، فقد تمّ الربيعُ
فإذا الغدرانُ بالريحِ أحستْ ،
خلتها يلقى عليهنّ الدروعُ