شَجاكَ الحَيُّ، إذ بانُوا، - ابن المعتز

شَجاكَ الحَيُّ، إذ بانُوا،
فدَمعُ العَينِ تَهْتَانُ

و فيهم ألعسٌ أغيـ
ـدُ، ساجي الطّرفِ وَسنانُ

و لم أنسَ ، وقد زمتْ
لوَشك البَينِ أظعانُ

و قد أنهبني فاهُ ،
و ولى ، وهوَ عجلانُ

فقل في مكرعٍ عذبٍ ،
و قد وافاهُ عطشانُ

لوَجهِ المَوتِ ألوانُ
لهُ في الريحِ أغصانُ

كما ضَمَّ غَريقٌ سا
بِحاً، والماءُ طُوفانُ

و ما خفنا من الناسِ ،
وهَل في النّاسِ إنسانُ؟

جزينا الأمويينَ ،
ودِنّاهم كما دانُوا

و ذاقوا ثمرَ البغي ،
و خناهم كما خلنوا

و للخيرِ وللشرّ ،
بكفّ اللهِ ميزانث

و لولا نحنُ قد ضاعَ
دمٌ بالطفّ مجانُ

فَيا مَن عندَهُ القَبرُ،
وطينُ القَبرِ قُربانُ

بأسيافٍ لكم أودى
حسينٌ ، وهو ظمآنُ

يرى في وجههِ الجهمِ ،

و دأبُ العلويينَ ،
لهم جحدٌ وكفرانُ

فهَلاّ كانَ إمساكٌ،
إذا لم يكُ إحسانُ

يلومونهمُ ظلماً ،
فهَلاّ مِثْلَهمْ كانُوا