لقد شَدّ مُلكَ بني هاشمٍ، - ابن المعتز
لقد شَدّ مُلكَ بني هاشمٍ،
وَأبْدَلَهُ بالفَسادِ الصّلاحَا
إمامٌ أعادَ الهُدَى عَدلُهُ،
ولاقَى به المُرتَجون نَجاحَا
تحورُ على الدهرِ أحكامه ،
ويأخذُ ما شاءَ منه اقتراحا
وَرَدّ عَلِيّاً إلى قُربِهِ،
كما ردّ بازٍ إليه جناحا
و ما زالَ يسهرُ من جده ،
ويُتبعُه الحزْمَ، حتى استراحا
و يعفو ، ويصفحُ عن معشرٍ ،
ويَخضِبُ من آخَرِين السّلاحا
ويجْعلُ هَامَاتِ أعْدائِهِ،
قلانِسَ يُلْبِسُهُنّ الرّمَاحا
وكاللّيثِ شَدّ عَلى قِرْنِهِ،
وكالغَيثِ جادَ، وكالبَدرِ لاحا
فردّ على الملكِ أسلابهُ ،
وألبسَه تاجَه والوِشَاحَا
و أحسنَ في البذل والامتناعِ ،
وراشَ قِداحاً وعَزّ اقتِداحَا
وكمْ جاوزَ الحقَّ في مُشرَفٍ،
فعُدّ شحيحاً، وبارى الرّياحا
و قدْ طالَ شوقي إلى وجههِ ،
وضَاقَ بِسرّيَ صَبري، فباحا
وإنّي لمُنْتَظِرٌ رأيَهُ،
كما انتظرَ العاشقون الصّباحا