طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ، - ابن المعتز
طالَ الفراقُ ، فبانَ عنهُ صبرهُ ،
و قسا عليهِ ، فليسَ يرحمُ دهرهُ
و اللهِ ما خانتكَ سلوة ُ عينيهِ ،
وفؤادُهُ يَهوى سواكَ يَسُرُّهُ
عُذِرَ القَتيلُ بحُبّها، لكنّ مَن
قد عاشَ بعدَ فراقها ما عذره
و يقولُ لم أهجرْ ، بلى ، إذ بنتمُ ،
أوَلَيسَ يُشبِهُ بينَ صَبٍّ هجرُه
قد طالَ عَهدي بالإمامِ وأُخلِفَتْ
أسبابُ وعدٍ كادَ يدرسُ ذكره
ظلتْ تحاربني العوائقُ دونهُ ،
و تمدني ، أمدٌ طويلٌ صبره
والله يَقضِي ما يَشاءُ بخَيرِهِ،
من حيثُ لا تدري ويدري أمرهُ
ملكٌ تواضعتِ الملوكُ لغرهِ ،
قسراً، وفاضَ على الجداولِ بحرُه
وكأنّما رُفعَ الحِجابُ لناظِرٍ،
عن صُبحِ ليلٍ قَد تَوَقّدَ فَجرُه
و تراهُ في ليلِ السرى وكأنه
نارٌ يقلبُ طرفهُ ويقره
و غذا بدا ملأ العيونَ مهابة ً ،
فتَظَلُّ تَسرِقُ لحظَها وتُسِرُّه
و كأنما يهتزُّ ، بينَ ثيابهِ ،
نصلٌ يلوحُ بصفحتيهِ أثره
و يجيشُ نارُ الحربِ تحتَ عقابها ،
و الموتُ في صرفِ الفوارسِ جمرهُ
و تراهُ يصغي في القناة ِ ، بكفهِ ،
نجماً ، ونجماً في القناة ِ يجره