هل من مُعينٍ على أحداثِ أزماني، - ابن المعتز
هل من مُعينٍ على أحداثِ أزماني،
أسأتَ معتمداً لي بعدَ إحسانِ
كَلاّ أليَسَتْ تَقيني للزّمانِ يَدٌ،
لقاسِمٍ ذاتُ تَمكينٍ وسُلطانِ
الزاجِرِ الدِهرِ عَنِّي إذا شَحا فمَه،
و مدّ كفيهِ في ظلمٍ وعدوانِ
حملتَ نفسكَ ، ولا زالتْ معمرة ً ،
رَدَّ المَكاره عن نَفسي وجثماني
كذاكَ كانَ عبيدُ اللهِ ، واحزني
عليهِ ، ما عشتُ في سري وإعلاني
أقُولُ، لمّا عَلا صَوتُ النّعيّ بهِ،
وما مَلَكتُ عليهِ دَمعَ أجفاني:
يا ناعييهِ ! بحقٍّ ماتَ ، ويحكما ،
أتَدرِيانِ لنَا ماذا تقُولانِ؟
لئنْ فجعنا بما لا خلقَ يعد لهُ ،
وما لهُ في الوَرَى ، إلاّ ابنَهُ، ثانِ
تبتْ يدٌ قبرتهُ أيُّ بحرِ ندى
طَمَى ، وهَضبَة ِ عزٍّ ذاتِ أركانِ
كانَ المُصيبَ بسَهمِ الرّأيِ قَبضَتَهُ،
و القائلَ الحقَّ موزوناً بميزانِ
كم ليلة ٍ قد نفى عني الرقادَ بها
ما يعلمُ اللهُ من همٍّ وأحزانِ
كأنّ حاطبة ً كانتْ تحطبُ ، في
قلبي ، قتاداً ، وتكويهِ بنيرانِ
إن نتركِ الشركَ لا يتركه من يده ،
لا بدّ للحلو في الإيمانِ من جانِ