على الأطلال - مصطفى وهبي التل (عرار)

خليليّ ! ما انفك الفؤاد المعذب
وراء التصابي والصبابات يدأب

وما انفكت النّفس التي قد عرفتما
لتطراق طيف " الشركسيات " تطرب

وقلبي كما بالأمس ، ما انفك عاتيا
به الوجد يلهو ، والتباريح تلعب

فيوم " بوادي السّير " تأسره ظبية
ويوم بهذا الثغر يسبيه ربرب

إذا أفلتته الأعين النّجل لحظة
به ينشب الأظفار كف مخضب

وإن قلت: قد عاف الصبابة أو سلا ،
تناوشنه الأشواق حتى أكذب

خليليّ ! بنت النّور زمت قلوصها
وراحت بآفاق الدياجير تضرب

وأضنى فتاكم مكث يوم وليلة
على الرّحل ، ما أرخى بها الورك منكب

خليليّ ! أعلاق الأسى ، توقظ الأسى
وبعض انصداع القلب بالدمع يرأب

وقوفا بنا ، نستنزف العين عبرة
على الدّمنة القفراء وطفاء تسكب

فعوجا على الأطلال نقض حقوقها
ونلحو تصاريف الليالي ، ونعتب

ونشكو الرسوم المقويات الذي بنا
عسى ، أو لعلّ البثّ بالشجو يذهب

ونستنطق الأنقاض ، أنقاض أذرح
بها للصّدى مزقى ، وللبوم منعب