بجودك يدنو النائل المتباعد - البحتري
بجُودِكَ يَدْنُو النّائلُ المُتَبَاعِدُ،
وَيَصْلُحُ فعلُ الدّهرِ، والدّهرُ فاسدُ
وَما ذُكرَتْ أخلاقُكَ الغُرُّ، فانثَنَى
صَديقُكَ، إلاّ وَهوَ غَضْبانُ حاسدُ
أرَاكَ المُعَلّى مَنهَجَ المَجدِ والعُلا،
وأكثرُ مَا في المَجدِ أنّكَ ماجدُ
أتَيْتُكَ فَلاًّ، لا الرّكابُ ضَليعَةٌ،
ولاَالعَزْمُ مَجموعٌ، ولا السّيرُ قاصِدُ
شَدَائِدُ دَهْرٍ بَرّحَتْ بي صُرُوفُهَا،
وأكثرُ ما أرجُوكَ حَيثُ الشّدائدُ
وَلَوْ لمْ يَكُنْ من زِماعيَ سائِقٌ،
لقَد كانَ لي من مَكرُماتكَ قَائدُ
لَئنْ طَالَ حرْمَانُ الزّمانِ، فإنّهُ
سَيُسْليِهِ يَوْمٌ منْ عَطائكَ واحدُ
وإنّي، وإنْ أمّلْتُ في جُودِكَ الغنى،
لَبالغُ ما أمّلْتُ منْكَ، وزَائدُ