كأنك السيف حداه ورونقه - البحتري
كأنّكَ السّيفُ: حَدّاهُ وَرَوْنَقُهُ،
                                                                            وَالغَيْثُ: وَابِلُهُ الدّاني وَرَيّقُهُ
                                                                    هَلِ المَكَارِمُ، إلاّ مَا تُجَمّعُهُ،
                                                                            أوِ المَوَاهِبُ، إلاّ مَا تُفَرّقُهُ
                                                                    مَجداً أبا مُسلِمٍ! أصْبَحتَ من كَرَمٍ
                                                                            تُجِدُّهُ، وَتِلاداً ظِلْتَ تُخْلِقُهُ
                                                                    يَفديكَ من كلّ سوءٍ وَامقٌ لكَ قَدْ
                                                                            باتَتْ إلَيكَ دَوَاعي الشّوْقِ تُقْلِقُهُ
                                                                    حَرّانُ يَخْلِطُ مِنْ وَجْدٍ يُتَيّمُهُ،
                                                                            حتّى يَصَبّ، وَمِنْ بَثٍّ يُؤرّقُهُ
                                                                    إذا تَيَمّمَ قَصْدَ الغَرْبِ مالَ بِهِ،
                                                                            تِلقاءَ قَصْدِكَ في شرْقٍ، تَشَوّقُهُ
                                                                    لا تَنْسَ للأبْلَقِ المَحبُوكِ رَوْحَتَهُ
                                                                            بِمَنْ أظُنُّكَ تَهْوَاهُ، وَتَعْشَقُهُ
                                                                    بفاتِرِ اللّحظِ وَالألفَاظِ جَاءَ على
                                                                            تَخَوّفٍ، وَعُيُونُ النّاسِ تَرْمُقُهُ
                                                                    كَأنّمَا رَاحَ في أثْنَاءِ يُمْنَتِهَا
                                                                            قَضِيبَ إسْحِلَةٍ، يَهْتَزُّ مُورِقُهُ
                                                                    زُرَيْقَةٌ أُمُّها ،والفَالُ يُخبِرُني
                                                                            عَنْ نَائِلٍ مِن هَوَاهَا سَوْفَ تُرْزَقُهُ