يا قبر يحيى لا عدمت تحية - البحتري
يا قَبرَ يَحْيَى! لا عَدِمْتَ تحيّةً
مِنْ كُلّ ذاتِ تَبَسُّمٍ وتَرَنُّمٍ
فيمَ المَرَامُ لرَأيِ صَاحِبِ هِمّةٍ،
قُتِلَتْ بها نُوَبُ القَضَاءِ المُبْرَمِ
أوَمَا عَلِمْتَ بِأنّ مَنْ طَلبَ العُلاَ
بالسّيفِ، في يوْمِ الوَغى، لم يَسلَمِ
مَا زَالَ يَعْثُرُ بالأسِنّةِ وَالظُّبَا،
حتّى انْثَنَى وأديمُهُ كالعَنْدَمِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ البِيضَ تَأخُذُ دِرْعَهُ،
فذَكَرْتُ عِرْضَ مُحمّدِ بنِ الهَيثمِ
غَرَضَ الأُيُورِ ، يَقولُ عِنْدَ لِقَائِها
((لَيس الكَريمُ علَى القَنَا بمُحَرَّمِ ))