عادت - علي الضميان

عادت وعادت إلى الدنيا حكاياتي
وجددت عبثاً جرحي ومأساتي

يا ليتها بقيت ذكرى تؤرقني
أو قصةً من أساطير الكتابات

تعبت من لعبة الدنيا وملعبها
وعالم الوهم بين الروح والذات

عتقت من لذتي خمراً لتسكرني
فما سكرت سوى عن لهو لذاتي

أتوه في صحوة تغفو على كتفي
حتى تذوب بموت الليل نجماتي

يجتاحني الصبح في عينٍ مسهدة
ويحتفي جفنها بالموعد الآتي

تدور في ساحة الأفكار أزمنتي
والعمر يعدو وتعدو فيه ساحاتي

هذا أنا مجهدٌ طالت مقاصده
رأى الطريق على آثار أشتات

بعضٌ من الحب أحيا بعض أضرحتي
في موجة ضحكت من جهل مرساتي

ليلٌ يغني طروباً عند غفوته
أشجته لحظة صمت في حكاياتي

يصغي إلى البحر والأسماء غارقة
هناك همسٌ يسميها بأناتي

تطفو على بعضها أطياف ذاكرتي
بلا ملامح ذابت في خيالاتي

عينٌ ترى قطعاً موضوعةً قطعاً
كأنها قطعٌ من وحي لوحاتي

ولا أرى بينها لوناً تلوذ به
منثورةٌ تكتسي ثوب السماوات

الزيف عاد لفجر طال موعده
والنزف يجرح برءاً من جراحاتي

أخرى ترى سفناً تاهت شواطئها
فأخبرتها بأن الماء لن ياتي

مأسورة ضحكت في وجه آسرها
وضحكةٌ أسرت دمع العذابات

قالت لوجه بدا في خلوة وجلاً
حزينة برحيل العمر مرآتي

يا بسمة الحب يا عنوان بسماتي
يا بلسم الجرح يا سكنى ارتحالاتي

هيا تعالي فوهم الوعد أتعبني
وأتْعَبت يأس أيامي رجاءاتي

مسافة بيننا ما زلت أقطعها
ولات قرب فبعدا كل خطواتي

حبيبتي إن بدا في الشام موعدنا
فإن للشام تهديني اتجاهاتي

وإن بنجد الهوى.. يا نجد فلتسعدي
سيلتقي الحب في نجدٍ بآهاتي

أو كان غرب شروق الشمس مشرقنا
ترقبي قبل مد البحر موجاتي

أو في تهامة أو فوق السراة أنا
أنّى تكوني سألقاها مكاناتي

حبيبتي لهفة العشاق مهلكةٌ
كم من لظاها اكتوى في برده الشاتي

وكم شكا زمهرير الثلج عابرها
فالصد يصقع قيظ الصب مولاتي

هيا أجيبي أنا ما زلت منتظراً
مللت سيدتي ترديد أصواتي