تتراءى - علي الضميان

تتراءى
بعض آلامي هناك
خلف آفاق البعيد
البعيد المترامي
بين حزني وهيامي
سائليها عن مداها
ما دهاها
وافتحي لليل شباك النجوم
واسألي سراً عتيداً
حائراً فيم يحوم
شمعةٌ حمقاء ظنت
أنها سوف تدوم
خانها الليل فباتت
تتراءى
* * *
تتراءى
سوءة الوهم تعرت
عندما مات الجنين
شمسنا حارقة والصيف عام
نشرب الأرض التي تكسو الغمام
قطرات من شقاء وأنين
والرؤى مهووسة فيها جنون
نصطلي الصبر حريقا
عهدنا ألا نفيقا
غير شوقٍ وحنين
كان في الحمل غلام
هو في اللحد دفين
صوته يجتاح أسوار المقابر
ويغني في بكاءٍ
يشبه الناي الحزين
تنحب الأشجار والريح تكابر
كان في الألحان طين
كلماتٌ عبر آهات السنين
تتراءى
* * *
تتراءى
عبرة حرى غريقة
في عيون العاشقين
تسألين
ذنب من يا سيدي
أن يهدوا معبدي
كنت في عينيك أنمو
أرتمي كالطيف في غوريهما
كل صبح ومساء
وأنام الليل حلماً بعدما
فيهما تغفو السماء
قل بأي الذنب يقسون عليا
ولماذا يا حبيبي
سلبوني كل ما كان لديّا
ذات عمرٍ كان للأحلام وعد
كان غصناً في يد نحوك تعدو
قل لماذا سيدي
جعلوني أغرس الغصن هناك
وهو غرس أرضه ليست سواك
ولماذا تلكما العينان في ليل عزاء
نفياني في نحيبٍ وبكاء
يا حبيبي
قل بحق الحب والعهد القديم
هل تراني دمعة في القهر باتت
تتراءى