متجردٌ - علي الضميان

متجردٌ في الرأي والأفكار
بين الجنون وصحوة الأذكار

الأرض تظمأ والمياه بجعبتي
لكنها سببٌ لبعض دواري

انظر إلى الشمس الحزينة في الربى
الليل حيّاها بموت نهار

والآل أتعبها بلعنة غدره
فاستسلمت للوهم والإبحار

وتساقطت إبلٌ على أحمالها
ياليتها بيعت على التجار

أضحت شواءً والدماء تجمدت
فوق الرمال على لهيب النار

هي لم تحاول أن تعانق بحرهم
وهمو ارتموا للماء والبحّار

إني أرى في البحر بعض شتاتهم
والبعض خلف الطين والأسوار

والعائدون إلى النخيل استغفروا
فتطهروا من وعثة الأسفار

وأنا شربت الماء بالملح الذي
أدمى جراحي في شقوق جداري

يا حادي العيس الرياح بكت هنا
وبكت على هذا الحداء براري

والناي كم غنى لأطياف الهوى
وكم انتشى من ذاب في الأوتار

عهدٌ تولى في قصيدة شاعرٍ
الحب سكرته ورقص جواري

ومدائح السلطان عصر بلاغةٍ
أضفت على التاريخ مجد فخار

أترى على وجه التراب قصورهم
أترى مغولاً أو خيول تتار

أنصت فذاك الورد صاغ موشحاً
أم ذا زمان الوصل والتكرار

يا حادي العيس احتراماتي لهم
ما لي سوى التعظيم أي خيار

لكنهم رحلوا بغرس شكوكهم
وخديعة التاريخ والأخبار

أولم يحن نسيانهم في شعرنا
فالدر ضاق بسلطة المحار

أين الإباء ونحن أضعف أمةٍ
وسيوفنا صنعت من الأحجار

وبلادنا نهبٌ ومهما أسرفوا
لا نشتكي من ذلةٍ أو عار

أهل الثقافة أرّخوا أمجادنا
رغم الخراب وسرقة الآثار

تاريخ من يأتي بكسرة خبزةٍ
من دون سنبلة وغرس بذار

تاريخ من يقضي على أعدائنا
أوَ ينصرُ التاريخُ جيشَ فرار

تباً لهم ولكل ما كتبوا لنا
اظمأ..فدتك مواسم الأمطار

أقدارنا اسودت لسوء فعالنا
فمتى نغيّر صفحة الأقدار