عذّبيني - علي الضميان

عذبيني واحني عليّ وزيدي
في عذابي واستعذبي تنهيدي

فأنا كم أعرضت عن نبض قلبي
في سكوني لما سكنت جليدي

كان وهمي يجتاحني وفؤادي
يصطفيني والحزن يشجي نشيدي

تائهٌ ألعن الدروب وأشكو
من حياةٍ تقسو وحظٍ عنيد

شاغلتني الدنيا بسر انتمائي
وبذاتي وفك بعض قيودي

سابحٌ في شكي وظني وخوفي
وبحاري تلاطمت في وجودي

لا أرى حولي قشةً تحتويني
أو غريقاً غيري بأفقي البعيد

وحكايا في الحب ما فارقتني
لقنتني أسرار ذل العبيد

كل أنثى لها حبيبٌ جريحٌ
بسهام الغدر وطبع الجحود

عهدهن الذي توارثنه من
عهد عادٍ ومن نساء ثمود

فاعذريني إن كنت في الحب أبدو
كغريبٍ يمشي بخطو الشريد

قدري أن تلقاك قبلي جراحي
وهي سهدي وطول ليلي المديد

كان عهدي أن الهوى محض شعر
ليس إلا عذراً لقطف الورود

وابتدعنا قصة حبٍ وكنا
نتسلى في الوهم دون حدود

ويح قلبي ما باله خان عهدي
وهو ما خان يوم قتلي عهودي

ذاب في الورد واغتشاه شذاه
وتناسى سوطي وويل وعيدي

بجنونٍ رحلت عنك وعني
في غيابٍ يطوي سحاب الرعود

كنت أهواك رغم صدي لأني
كنت أهواك باعتناق صدودي

أستبيح الغرام بيني وبيني
لأغنيه لحن حبٍ جديد

وأناجيك في قصائد شوقٍ
فضحتني لولا غموض قصيدي

فاقرئيها ثم اقرئيها مراراً
وابحثي عن محارها المنشود

ستعودين إن قرأت رؤاها
فاقرئيها ثم اقرئيها وعودي