ما ضَرَّ ليلَتنا بسَفْحِ مُحَجَّرِ - السري الرفاء

ما ضَرَّ ليلَتنا بسَفْحِ مُحَجَّرِ
لو باعَدَتْ سَفَرَ الصَّباحِ المُسفِرِ

باتَ العِناقُ يَهُزُّ من أَعطافِنا
غُصُنَين في ورَقِ الشَّبابِ الأخضرِ

إلفانِ وِرْدُهُما المُدامُ على الظَّما
و جَناهُما زَهْرُ الحديثِ الأَزهَرِ

لا تُنْكِري خَفَقَانَ قلبٍ خافقٍ
نَفَرَتْ به غِيدُ الظِّباءِ النُّفَّرِ

شَرفاً من الأيَّامِ يوماً صالحاً
شفَيا به حَرَّ الجَوى المُتسَعِّرِ

للّهِ صادرة ُ اللَّياليإنها
صدرَتْ بطيبِ العَيْشِ أسرعَ مَصدَرِ

عندي لها نَفَسُ المَشوقِإذا جَرَتْ
خَطَراتُهنَّ وأَنَّة ُ المُتذَكِّرِ

و لربَّ ساقٍ توَّجَتْ يدُه يدي
بإناءِ ياقوتِ المُدامِ الأَحمرِ

و غَريرة ٍ جاهرْتُ غَيرانَ الهَوى
بوِصالِهافنَعِمْتُ غيرَ مُغرَّرِ

أيامَ كان رِدايَ يَفضُلُ قامتي
فتُذاك في عُرْفِ الصِّبا والمُنكَرِ

و حدائقٍ يَسبيكَ وَشْيُ بُرودِها
حتَّى تَسُبَّ لها سبائبَ عَبقَرِ

يَجري النَّسيمُ خِلالَهاو كأنَّما
غُمسَتْ فضولُ ردائِهِ في العَنْبَرِ

باتَتْ قلوبُ المَحْلِ تَخفِقُ بينَها
كَخُفُوقِ راياتِ السَّحابِ المُمطِرِ

من كلِّ نائي الحُجرَتَيْنِ مُقنَّعٍ
بالبَرقِ داني الطُّرَّتَيْنِ مُشَهَّرِ

يحدى بألسنة ِ الرُّعودِ عِشارُه
فتسيرُ بين مُغَرِّدٍ ومُزَمْجِرِ

طارَتْ عقيقة ُ بَرْقِهِفكأنَّما
صَدَعَتْ ممسَّكَ غيمِه بِمُعَصفَرِ

فالرَّوْضُ بينَ مُزَنَّرٍ ومُدَنَّرٍ
فيهاو بينَ مُسيَّرٍ ومُحبَّرِ

و الغُدْرُفي أرجائِهمَصقولة ٌ
مثلَ الدراهمِ أشرَقَتْ في مَنْثَرِ

و كأنَّما عرضَت لزاهرِ زَهرِها
كفُّ الأميرِ بعارضٍ مُتَعَنْجِرِ

مَلِكٌإذا ما مَدَّ خَمسَ أناملٍ
في الجُودِ فاضَ بهنَّ خمسة ُ أبحرِ

تَلقاه يومَ الرَّوْعِ فارسَ معرَكٍ
ضَنْكٍو يومَ السِّلمِ فارسَ مِنبَرِ

تَبكي سحائبُه ويضحَكُ بِشْرُهُ
فنوالُهُ من ضاحكٍ مُستَعبِرِ

متفرِّعٌ من دَوْحَة ٍ عَدَوِيَّة ٍ
هي والسَّماحُ تَفرَّعَا من عُنصُرِ

جبرَ الوليَّ نوالُهو تناهَبتْ
أسيافُه جَبَرِيَّة َ المتجبِّرِ

مثلُ الشِّهابِ أضاءَ حِلَّة َ مَعْشَرٍ
بحريقِهِو أصابَ حِلَّة َ معشَرِ

شَرَفٌ يقولُ لمن يُناوِئُهاكتئِبْ
وَ عُلًى يقول لمن يُجاريهاخْسَرِ

و يدٌ تَساوى الناسُ في معروفِها
فيدُ المُقِلِّ تنالُه والمُكثِرِ

يا تغلبَ الغلباءِ طُلْتِ بِطَوْلِه
و نِجارِه قِممَ الكواكبِففْخري

بمُطوَّقٍ طَوْقَ المحامدِساحبٍ
بُرْدَ المكارمِبالثَّناءِ مُسَوَّرِ

و أغَرُّ مُغرى ً بالصُّفوفِ يَشُقُّها
و ظُبا السيوفِ يشقُّ جيبَ المِغْفَرِ

كَرٌّ أعلَّ سِلاحَهفضِرابُه
بمثلَّمِ وطِعانُه بِمكسَّرِ

غمرَتْأبا الهيجاءِربعَك نِعمَة ٌ
موصولة ٌ بِكَ عُمْرَ سبعة ِ أنسُرِ

و سقَتْكَ طيِّبة َ النَّسيمِكأنَّما
تَهمي عليك بها حياضُ الكَوْثَرِ

أسهرْتَ ليليإذ عَتَبتَفلَم أَذُقْ
غُمضاًو مَنْ تَعتُبْ عليه يَسْهَرِ

لو لم تكن متنكِّراً لي لم أكُن
لاَِذُمَّ صَرْفَ الحادثِ المُتنكِّرِ

و إذا رُميتُ بعَتْبِ مثلِك خانَني
جَلَديفلم أصبِرْ ولم أتصبَّرِ

أَنَسِيتَ غُرَّ مدائحٍ حلَّيتُها
بعُلاكَباقية ً بَقاءَ الأَدْهُرِ

تغدو عليك من الثَّناءِ بناهدٍ
معشُوقَة ٍو تروحُ منك بمُعصِرِ

بِدَعٌ تضوَّعَ نَشْرُهافكأنَّما
كُتِبَتْ صَحائفُها بمِسْكِ أذفرِ

هذا ولم أَجْنِ القبيحَفأجتبي
غَضَباًو لم أَهجُرْ لديك فأُهْجَرِ

بل قد ركِبتُ من الذُّنوبِ عظيمَها
و رجوتُ عفوَكَ فاعْفُ عني واغفِرِ

فلقد تعمَّدَ ثَغرتي بسِهامِه
واشٍ تعمَّدَني بقُبح المَحضَرِ

يا سَيِّدَ الأُمَرا دعوْتُكَ شاكراً
إن تُعْطِ أو تَحرِمْصَنيعُكَ يُشكَرِ

و مُظَفَّرٍ بِنَدَى يَدَيْكَو لو غَدا
بالحمدِ غيرُكَ عادَ غيرَ مظفَّرِ

أَذكَى له المِرِّيخُ جَمْرَ نُحوسِه
و تَغَيَّبَتْ عنه سُعودُ المُشتَري

نُوَبٌ أَطَلْنَ عليه شُعلة َ أبيضٍ
عَضبِ المَضاربِأو شَرارة َ أَسمَرِ

و رمَتْ به شقراءُ تَحسِبُ بُردَها
يَنقَدُّ من شِيَة ِ الجَوادِ الأشقَرِ

ترمي بمُحمَرِّ الشَّرارِكأنَّما
تُرمَى جوانبُها بوردٍ أحمَرِ

خلَعَتْ عليه من الحريرِ يَلامِقاً
صُفْراًفبينَ مُحلِّلٍ ومُزرَّرِ

فالدَّهرُ يَعجَبُ منه لَمَّا مسَّه
بِجَهنَّمَ الصُّغرى فلم يَتفطَّرِ

هِيَ وَعكَة ٌ كانت ثِقافَ مُقوَّمِ
لَدْنَ المَهَزَّة ِ أو صِقالَ مُذكَّرِ

تاجٌ كبَدْرِ التَّمِّ عادَ ضِياؤُهُ
بعدَ الكُسوفِ فِراقَ عينِ المُبْصِرِ

أو كالحُسامِ جَلا الصَّياقلُ مَتْنَهُ
حتى تَرَقرَقَ منه ماءُ الجَوهَرِ

إنَّ النُّضارَإذا تَتابعَ سَبْكُهُ
خَلَصَ النُّضَارُو زادَ نَضْرَة َ مَنْظَرِ

فَلْيُكْمَدِ الأعداءُأو فَلْيَحْمَدوا
إذ قدَّروا فيه الذي لم يُقْدَرِ